مخطئ من يظن أن "التدخين" فقط هو ما يمثل ضررا على الصحة، ولكن هناك قائمة طويلة تحتوى على أشياء أخرى لا تقل خطورة عن "التدخين"، ويجب الإقلاع عنها ومن ضمن هذه الأشياء، بعض البرامج التى نشاهدها على الفضائيات والتى تصيب المشاهد بارتفاع ضغط الدم مع "زغللة" فى العين، والعلاج يكون فى تغيير المحطة أو غلق التليفزيون نهائيا، لما تسببه هذه البرامج من "سد النفس" وعدم الرغبة فى الاستمرار فى الجلوس أمام شاشة التليفزيون.
دائمًا ما يهدف صناع الفضائيات منذ بداية اختيار خريطة برامجهم والوجوه التى تطل على شاشتهم إلى الترفيه، سواء كان البرنامج كوميدياً اجتماعياً أو حتى يحمل طابعا فنيا، فكل ما يبحث عنه المشاهد فى النهاية هو الإحساس بالمتعة، لينهى يومه المشحون بابتسامة أو معلومة أو حتى وجه يرتاح لرؤيته على الشاشة، ولكن هناك بعض البرامج التى يصعب على المرء مشاهدتها حيث تعتمد على إثارة غضبك ورسم "التكشيرة" على وجهك وقد يصيبك بعضها بالصداع وتشعر كأن أحدهم يهمس فى أذنك ويقول لك "قوم اجرى بسرعة".
وخلال السطور التالية نرصد أبرز البرامج التى تعرض حاليا على الفضائيات وتحتاج إلى كتابة تنويه فى مقدمتها، أو وضع جملة "ضار جدا بالصحة".
وأول هذه البرامج ما يعرض على قناة الحياة تحت مسمى برنامج كوميدى "ثلاثى ضوضاء الحياة" ويقدمه ميزو وتركى ومينا، وفى الحقيقة أن ما يقدم فى البرنامج ليس له علاقة بالضحك ولكنها مجرد محاولات فاشلة يغلب عليها السخافة حتى الإسكتشات التى تقدم على مسرح البرنامج والتى يستعين فيها مقدمو البرنامج بأغانى قديمة مع تركيب إيفيهات بكلمات مختلفة عن الأغنية الأصلية، تظهر بأداء باهت رغم أن فقرة الإسكتشات التى تتواجد فى البرامج الكوميدية الأخرى تعتبر من أكثر الفقرات ضحكا، ولابد من أن يعى صناع البرنامج أن استمرارهم فى تقديم حلقاته ما هو إلا إهدار لمجهودهم الذى من الممكن أن يوظف فى أى وظيفة أخرى بعيدا عن تقديم البرامج.
برنامج "أشرف يقدمه أيمن" الذى يقدمه أيمن وتار والذى لم يحقق أى نجاح يذكر فى موسمه الأول ومع ذلك أعلن صناعه عن تصوير موسم جديد منه، ويبدو أن أيمن وتار ظن أن نجاحه كسنيد فى برنامج "البرنامج" يؤهله ليكون له برنامج خاص به وللأسف لم ينظر وتار للتجارب السابقة المشابهة لذلك، وفى النهاية يجد المشاهد نفسه أمام برنامج غير مفهوم هل هو كوميدى؟ ولا ست كوم؟ ولا "إيه بالظبط".
"الوسط الفنّى"، الذى يعرض على قناة "LTC"، والذى يوحى اسمه أنه برنامج مختص بعرض كواليس وأخبار الفنانين ولكن هذا غير صحيح تماما لأن ببساطة مقدم البرنامج يعتمد على السخرية من الفنانين بشكل غير لائق ومتجاوز وهو ما جعل المشاهد ينفر من متابعته والدليل على ذلك أن البرنامج لم يحقق أى نجاح ولا حتى فشل "عشان محدش حس بيه"، ولكن الصدفة هى التى قد تقود بعضنا ونمسك الريموت كنترول بالصدفة لتجد نفسك أمام قناةltcوالأسوأ أن يكون فى نفس الموعد الذى يعرض فيه "الوسط الفنى".