إذا كنت من محبى الكلاسيكيات الإذاعية فبالتأكيد مر عليك صوتا أنثويا يهمس فى البرنامج العام قائلا "همسة عتاب"، والتى ربما يصل عمر البرنامج إلى 50 عاما، أو قل من ذلك بقليل.
يصف العاملون بالإذاعة أن "همسة عتاب" هو من أعمدة الإذاعة المصرية الكلاسيكية، وأيضا من أعمدة "البرنامج العام" مثل "على الناصية" لآمال فهمى، و"كلمتين وبس" لفؤاد المهندس، و"أبلة فضيلة" للإذاعية فضيلة توفيق.
"همسة عتاب" حالة إذاعية مختلفة وتركيبة شديدة الكلاسيكية، لكنها مازالت قائمة، لأن مشكلات الناس لا تنتهى، والكثير منها يرى فى الإذاعة أو فى البرنامج تحديدا ملاذا لأزماتهم أو شكواهم من الإهمال أو المسئولين أو غيرها، فمستمعو الراديو يرسلوا مشكلاتهم على بريد الإذاعة، وحاليا يمكن عبر الوسائل الحديثة مثل صفحة البرنامج على "فيس بوك"، ليتم تحويلها بصوت إذاعى أو إذاعية محترفين، لتصل المشكلة أو "العتاب" إلى المستمعين، وأيضا المسئولين، والوزراء.
السؤال المحير هو كيف استطاع هذا البرنامج "الكلاسيكى" أن يصمد فى وجه السوشيال ميديا، والتى أصبح لها تأثير قوى فى المجتمع، بل أن من يكتب على صفحته أى قضية أو مشكلة أو شكوى، من السهل جدا أن تصل لأى مسئول، بل أنها تصل لرئيس الجمهورية نفسه، كما حدث مع سيدة العربة، والتى كان "فيس بوك" وراء شهرتها.
توغل السوشيال ميديا فى المجتمع، لم تقف أمام استمرار همسة عتاب فى الإذاعة المصرية، قائما ومستمرار كما هو، بل أن الجمهور يتفاعل بشكل طبيعى على صفحة البرنامج على "فيس بوك".
البرنامج يذاع يوميا فى الثامنة والنصف صباحا باذاعة البرنامج العام بمصر ويتناول فيه الهموم اليومية للمصريين خصوصا صراعهم مع البيروقراطية الحكومى، كما يقدم يومى الثلاثاء والجمعة ردود المسئولين على شكاوى المواطنين، ويقوم بإخراجه رضا سليمان.