أواصر صداقة قوية جمعت بين العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والموسيقار الكبير محمد الموجى، بدأت من فجر حياتهما الفنية، إذ كانت أول ألحان الموجى "صافينى مرة" من نصيب عبد الحليم، وبدأ بينهما المشوار فى البدايات بأغانى "يا حلو يا أسمر" و"اسبقنى يا قلبى" مرورًا بـ "الليالى" و"أحبك" و"حبك نار" و"جبار" و"كامل الأوصاف" حتى نهاية الرحلة مع العندليب فى "رسالة من تحت الماء" ورائعة "قارئة الفنجان" وكلاهما أشعار نزار قبانى.
وما بين محطة البدء والنهاية كانت هناك خلافات بينهما تنوعت أسبابها واختلفت، تارة بسبب اتجاه عبد الحليم للعمل مع بليغ حمدى وإشادته به، وأخرى بسبب أكاذيب الصحافة وقتها، لكن بقيت الصداقة دائمة حتى رحيل العندليب.
وفى عام 1975 وجه العندليب رسالة لصديقه محمد الموجى قال فيها :"عزيزى ورفيقى محمد الموجى أنت إنسان مخلص لفنك وأصدقائك ومخلص للحاجات اللى عايز تعملها، والحاجات اللى مش عايز تعملها، مش عايز أفكرك بالحاجات الحلوة اللى عملتها زمان، لأنه لازم تعمل حاجات أحلى دلوقتى".
وأضاف العندليب الأسمر فى رسالته: "ليه دايمًا عندك إحساس إنك مظلوم وكل الناس بتهاجمك وبتحاربك، ولو ده صحيح رد بفنك وعملك، بذمتك فنك ولا كلامك، وبعدين أنت ليه متصور الناس كلها بتحاربك، أنت جواك فن حلو رقيق فن يتمنى كل مطرب إنه يغنهولك".