كانت أم كلثوم تعرف شروط البقاء على القمة، لذلك لم تهتز أبدا فوقها، هى دائما قوية فى معركة المنافسة، هزمت منيرة المهدية وفتحية أحمد وأخريات، حتى فيروز لم تسلم من "الست" بل سلطّت عليها فنها وذكاءها لتحتفظ بشخصيتها الفنية الأولى فى العالم العربى، واللذان صمدا أمامها فى المعركة هما محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ فقط.
ومن وسط معارك أم كلثوم الكثيرة والمتعددة فى كل المراحل الزمنية التى عاشتها، تبرز قصة خلافها مع أسمهان، لا أحد يعرف كيف كانت؟.. ولا متى بدأت؟.. وما هى الوسائل المستخدمة؟.. وبقدر ما تم تداوله فى تلك القصة الشهيرة، إلا أن الحقيقة لازالت تائهة لم يعثر عليها أحد.
وبعيدا عن معارك "الست" و"الأميرة" يبقى صوت أسمهان قويا ومبهجًا - وإن كنت أميل إلى صوت الست أكثر - لكن لو عقدنا مقارنة بينهما حول أغانى الربيع، تكسب أسمهان برائعتها: "يا بدع الورد" كلمات حلمى الحكيم وألحان فريد الأطرش، بينما تأتى بعدها أم كلثوم بأغنيتها "غنى الربيع" كلمات أحمد رامى وألحان رياض السنباطى.
أغنية كوكب الشرق لا يعرفها كثيرون وتقول كلماتها: "غنى الربيع بلسان الطير، رد النسيم بين الأغصان.. والفجر قال يا صباح الخير يا صحبة الورد النعسان".. بينما تملأ أسمهان الدنيا حبا وفرحة وهى تشدو: "يا بدع الورد يا جمال الورد.. من سحر الوصف قالوه ع الخد.. الورد الورد يا جماله".