لا حديث داخل مبنى التليفزيون المصرى، عما شهده هذا الكيان خلال الأسبوع الماضى من تغيرات مهمة للغاية، فرحلت الإعلامية الكبيرة صفاء حجازي، كآخر رئيس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وحل الإعلامي حسين زين بدلاً منها رئيسًا للهيئة الوطنية للإعلام، مع مجلس مكون من 12 عضوًا، وأيضًا تصعيد المخرج أسامة بهنسى رئيسًا لقطاع القنوات المتخصصة.
وقد أثارت تلك تغيرات حالة من الجدل داخل مبنى التليفزيون المصرى، الذى لم يعد اسمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فما بين مؤيد لهذا القرار وللأسماء التى تم اختيارها لتمثيلها، وما بين آخرين معارضين لتلك الأسماء، إلا أن الهيئة الوطنية للإعلام، بتشكيلها الحالى، أصبحت "أمرا واقعا" بل جزءًا من التاريخ، بإعتبار أن هذا التشكيل هو الأول في تاريخ المجلس.
"انفراد"، يرصد 7 ملفات إعلامية هامة في خرجت من أدراج اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لتوضع أمام مجلس الهيئة الوطنية للإعلام، ويعتبرها العاملون في ماسبيرو هي الفيصل الوحيد في الحكم على هذا التشكيل.
1. الهيكلة والشركات المتسحدثة
ظلت كلمة "الهيكلة" تحدث انزعجًا لدى العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون، كلما ترددت على مسامعها حتى أضحت كلمة "سيئة السمعة" فتم استبدالها بكلمة التطوير، ومن هذا التوقيت وتحديدًا حينما كان عصام الأمير رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، ظل العاملون بالمبنى ينتظرون الخطوات التالية للتطوير، إلا أنها لم تأت حتى رحل، وحتى رحلت من بعده صفاء حجازي، ولكن يبدو أن هذا التطوير، سيكون "إجباريًا" مع الهيئة الوطنية للإعلام، حيث سيتم تأسيس شركات من قطاعات التليفزيون، ودمج قنوات، وبالتالى يتم توزيع الاختصاصات من جديد، توفيرًا للنفقات.
2. قنوات وإدارات بلا رؤساء
عدد كبير من قنوات ومحطات إذاعية وإدارات مركزية، ومناص أخرى، أصبحت شاغرة منذ فترة طويلة، ففى قطاع التليفزيون، لا يوجد رئيس للقناة الأولى، بعدما وصل سمير سالم رئيس القناة، لسن التقاعد وتم تكريمه، وأيضًا الفضائية المصرية الموجهة، أما في قطاع القنوات المتخصصة، فهناك أكثر من قناة بلا رئيس مثل نايل سينما ونايل رياضة ونايل كوميدي، وأيضًا أكثر من إدارة داخل القطاع، كذلك لا يوجد رئيس رسمي لقطاع الإنتاج، والذى يديره حاليا المخرج أحمد صقر.
3. مديونيات ماسبيرو
22 مليار.. هو إجمالى مديونيات ماسبيرو، الذى تحول لهيئة وطنية، والملفت أن هذا الرقم ما هو إلا فوائد المديونية الحقيقية التى هي بالأساس 8 مليارات فقط، إلا أن سوء الإدارة خلال سنوات ما قبل الثروة، تسببت في إهمال الدين، وارتفاعه نتيجة تضاعف الفوائد، ورغم أن شركات مثل مدينة الإنتاج الإعلامي والنايل سات والشركة المصرية للأقمار الصناعية، كيانات يساهم فيها التليفزيون، إلا أنه عاجز عن استغلال نصيبه من الأرباح بسبب أن بنك الاستثمار يضع يده على هذه الأرباح.
4. الإصلاح الإدارى واللوائح المنظمة
يجمع أغلب الخبراء والمتخصصين في الشأن الإعلامى وأوضاع التليفزيون المصرى، أن سبب تراجع هو سوء الإدارة، وما يترتب عليه من فساد إدارى، وروتين جعل من الإعلامي موظفًا ومن الموظف معدًا وإعلاميًا، وخلال الأيام القليلة المقبلة، سيكون من أهم أولويات حسين زين وأعضاء الهيئة وضع اللوائح الخاصة بالهيئة، وهو ما يجعل الفرصة قائمة أمام تفادى أخطاء الماضى.
5. مصير أصول التليفزيون
تنص المادة 55 من قانون التنظيم المؤسسى على تنمية أصول لمؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة، وضمان استقلالها وحيادها والتزامها بأداء مهنى وإدارى رشيد، وضمان التزام المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة بمقتضيات الأمن القومى، وهي المادة التى ربما تتعارض مع الفكرة الخاصة بالتصرف في أصول اتحاد الإذاعة والتليفزيون والتى أثيرت وقت تولى عصام الأمير رئيسا للاتحاد، بل أنه تم تشكيل لجنة لـ "تثمين" أراضى التليفزيون، وبيعها .
6. تطوير الشاشة
ربما يكون هذا الملف من أهم الملفات التى يعمل عليها حسين زين، لا سيما أن الهيئة الوطنية تضم في أعضاء أسماء مثل الإعلامي حمدي الكنيسى، والإعلامي جمال الشاعر والإعلامية ريهام السهلى والإعلامي جمال عنايت والإذاعيين اسماعيل الششتاوى وعبد الرحمن رشاد، وهي أسماء كبيرة لديها القدرة على إعادة الشاشة، وتنظيم عملية تطوير الشاشة وأثير الراديو بشكل يعيد ماسبيرو للمنافسة.
7. النقل التليفزيوني للمباريات
مع انطلاق الدورى كل عام، تثار أزمة البث التليفزيونى لمباريات الدورى والكأس، بين التليفزيون المصري، واتحاد الكره والأندية والقنوات الفضائية، وفي السنوات القليلة الماضية، دخول لاعب مؤثر وهى شركات الرعاية، ورغم ذلك، لم تحل حتى الآن تلك الأزمة، فضلاً عن رداءة النقل التليفزيون للمبارايات، وتصوير عدد من المباريات بكاميراتين أو 3 ، وهو ما يقلل من مستوى المنافسة، ويقلل من حظوظ الدورى في التسويق.