بحضور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وضمن برنامج جلسات منتدى الإعلام العربى، عُقدت جلسة تحت عنوان "حديث فى العمق" قدم فيها الدكتور مأمون فندى مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن، رؤيته حول العديد من القضايا الإعلامية الشائكة فى المنطقة العربية، ومنها حقيقة وجود إعلام عربى مؤثر، واصفاً المشهد الإعلامى العربى بإعلام الأزمة، الذى تسبب بمزيد من الضبابية أمام الشعوب العربية، كما تسبب بحالة من الانسداد أمام فهم المواطن العربى حقيقة ما يحدث من حوله، مؤكداً أن الإعلام العربى هو "إعلام الرأى" ولكن ليس "إعلام الرأى ورأى الآخر".
وأضاف فى ذات السياق، أن شبكات التواصل الاجتماعى ساهمت فى الانغلاق على الآخر، وليس على الانفتاح كما يعتقد الكثيرون، ومن السهل ملاحظة أن شبكات التواصل الاجتماعى، تعج بالحسابات الشخصية لأناس لا يقبلون فى صفحاتهم التحاور مع فئات لا تتوافق معهم بالرأى، مشيراً إلى أن ما سمى بثورات "الربيع العربى" تسببت بحالة من العقم الحوارى بين شعوب العربية، وبطبيعة الحال لقد عرقلت الحوار فى المنطقة.
وأكد مأمون فندى أنه على الرغم من هذا الوضع العربى المأزوم والمتأخر عن ثقافة الرأى وثقافة المعلومة وثقافة الحوار، توجد ثمة نماذج مضيئة فى العالم العربى، تحيى الماضى كما المستقبل وقال بدون شك أن هذه النماذج تدفع الشعوب العربية إلى المزيد من الأمل بما هو قادم، ولن أجامل عندما أقول أن دبى هى أحد هذه النماذج المضيئة فى مستقبلنا، حيث أصبحت هذه المدينة عاصمة إعلامية بحسن التنظيم، والانفتاح، والإدارة.
وأشار فندى خلال الجلسة أن عالمنا العربى فى مفترق طرق يواجه تحديات كبرى، ثقافية وحضارية وإعلامية وبعدها حوارية وسياسية، والأفكار الكبرى التى يمكن أن تصلح الأوضاع يبدو أنها غائبة، وذهب إلى مدى وصف الموقف أن الأفكار الكبيرة قد ماتت تماماً، واستعاض العرب عن الأفكار الحية بالمقالات القصيرة فى "صحف السيارة"، وكذلك التغريدات والكتابة على صفحات "فيس بوك"، وآخر هذه الأفكار الكبيرة هى فكرة القومية العربية التى يراها القاصى والدانى بأى حال أصبحت وتحولت.
وقال بحضور عدد كبير من القيادات الإعلامية فى المنطقة العربية أتمنى أن تكون هذه الجلسة تحفيزاً للأذهان من أجل قومية عربية "متكاملة" وليست "ناقصة"، لا تلغى الدول العربية الحديثة أو تهددها ككيان وانما تعضد من وجودها وتساندها فى إطار مفهوم استراتيجى جديد يخدم الجميع.