كان فيلم "عسل أسود" تطبيقا عمليا لمقولة "اللى يشرب من مياه النيل .. لازم يرجعلها"، ولكن بقالب درامى كوميدى وجذاب، اعتمد على فكرة "الكوميديا السوداء" التى تكشف عورات المجتمع، وعيوب المصرى، دون إسفاف، وبطريقة تحفزك على الارتقاء بمجتمعك.
"عسل أسود" أنتج عام 2010 ، وتحديدا فى 25 مايو ، ليتم اليوم 7 سنوات، وهو من أنجح أعمال النجم أحمد حلمى فى مشواره الفنى، لا لمجرد أنه فيلم كوميدى، به مجموعة من الإيفيهات المضحكة، ولكن أيضا لحكبته الدرامية، التى اعتمدت على صدمة المشاهد فى مجتمعه، وكأنه رأى نفسه فى المرآة بأقبح صورها.
القصة تقوم على الشاب "مصري العربي" الذى يعود لمصر بعد سنوات طويلة من الهجرة في الولايات المتحدة، وما أن تطأ قدمه أرض مصر، حتى تصفعه حقيقة الأوضاع في مصر، من انتهازية وفساد، والرشوة والتخلف والجهل والسرقة، ولكنه يكتشف أن "باسبوره" الأمريكي هو كلمة السر في هذا البلد، ولكن ما أن يصله جواز سفره الأمريكي، حتى يفقده مرة أخرى في مظاهرة، فتبدأ رحلة المعاناة، وشعوره بالسجن داخل مصر، حتى تقوده الظروف للعودة للشارع الذى ولد ونشأ به، ويتذكر جيرانه، وصديقه سعيد، فتنفتح مداركه عن بيئة أكثر عمقا من الصورة التى أخذها عن مصر، فيجد دفء الأسرة المصرية البسيطة المكافحة، وتقاليدها التى اتفقدها، والصداقة الحقيقية التى لم يجد مثلها في أمريكيا، وحينما تغلق كافة الطرق في وجهه لعودته مرة أخرى إلى الولايات المتحدة، يبدأ في التأقلم مع ذلك المجمتع، حتى يهاتفه أحد العاملين بالسفارة الأمريكية، ويخبره أن أحدهم عثر على جواز سفره الأمريكي، وأن بإمكانه العودة، وبالفعل يستقل الطائرة التى ما أن تقلع، حتى يتحجج بنوبة صحية، ويهدد المضيفة بجنيسته الأمريكية، ليعود قائد الطائرة مرة أخرى إلى مصر، لأنه اكتشف أنه لا يستطيع أن يترك هذا السحر المصري بعدما "شرب من نيلها" .