بعد عرض 5 حلقات من مسلسل "طاقة نور"، للنجم هانى سلامة، من تأليف حسان دهشان، وإخراج رءوف عبد العزيز، استطاع العمل أن يصعد للمراتب الأولى وينافس بشدة، خاصة أن المسلسل الذى يعرض حصريًا على شبكة قنوات النهار، يعد من الأعمال المتكاملة من حيث القصة والسيناريو والحوار الذى صاغها المؤلف المتميز حسان دهشان، وقدمها ببراعة المخرج رءوف عبد العزيز، ونفذها بحرفية شديدة النجم هانى سلامة، والذى يعيد اكتشاف نفسه كنجم أكشن من خلال هذا المسلسل، حيث قدم "سلامة" جميع مشاهد الأكشن باحترافية شديدة كما لو كان متخصصًا فيها رغم أنه على مدار مسيرته السينمائية كان مقل فى هذه النوعية من الأعمال.
ظهر خلال الحلقات الأولى المجهود الذى بذله هانى سلامة من أجل شخصية "ليل عبد السلام" القاتل المأجور الذى ينفذ عمليات شديدة الخطورة لصالح كبار رجال الأعمال، فبالفعل تعلم رياضة "التايكندو"، خاصة أن الدور الذى يلعبه لمدرب فى هذه اللعبة بالأساس، ووظف تعليمه لهذه اللعبة الرياضية، فى العديد من مشاهد الأكشن، بقيادة حكيمة من المخرج ومدير التصوير، هذا فضلاً عن التميز الشديد لعدد من الفنانين المشاركين فى بطولة الحلقات وأداء أدوارهم بشكل مبهر، منهم وليد فواز فى دور "شعبان البلطجى"، وحنان مطاوع فى دور "الخادمة ليلى"، وغيرهم من الفنانين مثل أشرف عبد الغفور، والذى يظهر فى دور رجل أعمال يمتلك المليارات، ولكنه يعانى من الشهوانية الشديدة تجاه البنات الصغيرة، لذلك يتورط فى الاعتداء على طفلة إعدادى، وأخرى متزوجة وفى أوائل العشرينيات من عمرها.
وقد شهدت الحلقات الأولى من مسلسل "طاقة نور"، العديد من مشاهد الأكشن التى تم تنفيذها باحترافية شديدة سواء على المستوى التمثيلى أم الإخراجى، أيضًا كانت هناك لغة حوار واقعية متميزة، صاغها حسان دهشان من قلب الحارات الشعبية المهمشة، وأيضًا من وسط البيئات الأرستقراطية، وهذا يؤكد أن هناك كاتب السيناريو يستمد ثقافته من الشارع والقراءة معًا، وليس من التخيلات الوهيمة التى يسير عليها بعض الكتاب الآخرين.
ونجح مؤلف العمل حسان دهشان بالفعل فى رصد عالمًا جديدًا من خلال هذا المسلسل، حيث يتطرق للعديد من الفئات المهمشة والصعوبات التى تواجهها، والمتمثيلة فى شخصيات مثل "ليلى" وتجسدها حنان مطاوع، و"شعبان" ويجسده "وليد فواز"، ونمرود وغيرها من الشخصيات، وربما أكثر ما يميز هذا العمل، أنه لا يقتصر على نماذج بأحياء القاهرة وضواحيها فحسب، بل تمتد أحداثه للأرياف والصعيد، ليرصد كل ماتحويه هذه الأماكن من مشكلات اجتماعية وإنسانية، من خلال خيوط درامية متنوعة تجمع أبطالاً كثيرين متواجدين مع بطل العمل هانى سلامة، خاصة أن العمل بالفعل يسلط الضوء على العديد من التغييرات الأخلاقية التى شهدها المجتمع المصرى خلال الفترة الأخيرة.
أيضًا كان ظهور صلاح عبد الله كضيف شرف فى إحدى الحلقات مميزًا للغاية، بشخصية الرجل الفقير، الذى لا يعنيه سوى رعاية حفيده بعد وفاة ابنه، كذلك التواجد الجيد للوجه الصاعد جيهان خليل فى دور "ناريمان" شقيقة هانى سلامة، وربطها بين شخصية الفتاة المدللة فى بعض الأحيان وبين صاحبة المسئولية، ففى كل مشهد ظهرت وهى محكمة على تفاصيله، وهذا يعود لصناع العمل خلف الكاميرات، خاصة أنها كوجه جديد خبرتها تكاد تكون محدودة، والمسلسل ظهر أيضًا جيدًا على المستوى الإنتاجى، حيث بدى لشركة "سينرجى"، ولمالكها تامر مرسى بأنها وفرت كل السبل والميزانيات المتاحة، كى يخرج هذا العمل بهذا الشكل المشرف فى ظل تنفيذ مجموعة كبيرة من مشاهد الأكشن التى تحتاج أموالا وفيرة.