قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى، إن النبى صلى الله عليه وسلم لم يصطدم بقريش مرة واحدة طوال 13 سنة أمضاها فى مكة قبل الهجرة إلى المدينة.
وأضاف خالد، فى الحلقة الحادية عشرة من برنامجه الرمضانى "نبى الرحمة والتسامح"، أن "النبى وضع كل فكره تمنع الصدام، لم يستخدم الحرم فى الصلاة حتى لا يستفزهم، لم يبن مسجدًا بمكة، أو يكسر صنمًا، لم يسب أو يعاتب أحدًا، جعل دار الأرقم لاحتواء غضب أصحابه، لم يقتل أو يغتال من آذوه وقتلوا أصحابه"، وحتى بعد أن اكتسب المسلمون، قوة بإسلام حمزة بن عبدالمطلب، وعمر بن الخطاب، قال خالد إن النبى "لم يستخدم أيًا منهما لمواجهة قريش، لأنه يرفض العنف.. فلم يقل لهما لدى ثأر مع أبوجهل أو أبولهب، اذهبا فاقتلاهما أو حتى اضربهما.. لم يشكل خلية قتالية.. بحجة نعتدى على من اعتدى علينا".
وأشار خالد إلى أنه "استطاع أن يغير ويضبط طريقة عمر وحمزة، بأسلوب تربوى داخل "دار الأرقم"، لم يستغل قوتهما وحماستهما ضد أهله وبلده.. وكان معه القوة وليس ضعيفًا كما تدعى التيارات المتشددة بأنه سكت فى مكة لأنه ضعيف، فقد كانت معه بنو هاشم والآن حمزة وعمر، لم يستخدمهم لأنه لا يؤمن بالعنف.. وكان نبى الرحمة والتسامح"، ولاحظ خالد فى إسلام حمزة وعمر، أن المرأة هى القاسم المشترك فى كلا الحالتين، فقد أسلم حمزة بعد أن أبلغته امرأة بأن أخيه يتعرض للأذى من قريش فكيف يصمت على ذلك.
وأوضح خالد أن عمر أسلم بفضل 3 نساء، أولاهن جاريته، التى كان يعذبها حتى تتألم يده من شدة الضرب، والثانية امرأة من المسلمين كانت خارجة من مكة خوفًا، فأعادها، أما الثالثة فهى أخته فاطمة بنت الخطاب، التى صفعها بقوة حين علم بإسلامها، وحين طلب منها أن تعطيه صحيفة كانت بيدها تحمل الآيات الأولى من سورة رفضت حتى يغتسل، ثم عاد وقرأها، وتوجه إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم حيث أعلن إسلامه أمام النبى والصحابة.
وتابع خالد أنه ترتب على ذلك أنه وللمرة الأولى يخرج الصحابة فى صفين، أحدهما على رأسه عمر، والآخر على رأسه حمزة طافوا بالكعبة، لأول مرة.
وردًا على قول أحد المستشرقين بأن قريشًا كانت على حق برفضها للإسلام، لأنها كانت ستقضى على مصالحها، أوضح خالد أن "بنية قريش الاقتصادية كانت قائمة على المصلحة فقط دون قيم أو مبادئ، ومن الطبيعى أن تقف ضد ما يتعارض معها، فى حين أن المبادئ التى أتى بها النبى كانت ستتضاعف أحلافهم، لأن المصالح دون مبادئ لن تستمر، وحتمًا ستنهار يومًا ما، لأنها قائمة على أساس غير راسخ".