تعرض قناة المحور اليوم الأربعاء فى العاشرة والنصف مساءً تغطية خاصة لورشة عمل تحكيم وثيقة الأخلاق والمواطنة التي أعدها المجلس العربى للأخلاق والمواطنة، برئاسة د.صديق عفيفى وبحضور الدكتور حسن راتب رئيس مجلس إدارة قناة المحور ومندوبين من وزاراتى التربية والتعليم والثقافة وأساتذة من جامعات مصرية وجامعات عربية من السعودية والمغرب.
واستهل د.حسن راتب رئيس مجلس إدارة شبكة قنوات المحور كلمته بندوة "المبادرة الوطنية لنشر الأخلاق وتعميق المواطنة، بالآية الكريمة "شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم" [آل عمران : 18] ، قائلاً إن المولى سبحانه و تعالى عندما تجلى على ذاته العليه و يضع العلماء فى مصاف الملائكة ، هذا تشريف للعلماء ليس بعده تشريف ، و من أجل هذا تكون نهضة الأمم دائما بمبادرات ، و عندما تصدر مبادرة من علماء اجلاء لابد أن نقف امامها و نتعامل معها بمنهج علمى ، و هذا ما رايته من اخى و صديقى و رائد من رواد العلم أ.د صديق عفيفي .
و تابع راتب أن هذه المبادرة أطلقها د.صديق حبيبى وهو صاحب فكرتها، وهى ليست نوع من الرفاهية ، و لكنها تصادف اهلها و تصادف ايضاً زمنها ، القيم هى القيم حتى عند المنحرف ، الصادق محترم حتى عند الكذاب ، و الأمين محترم حتى عند الخائن ، و لكن كيف نترجم هذه القيم الى سلوكيات فى المجمتع ، و انا اعتقد انها لا تكون الا بالقدوة ، ان غابت القدوة تغيب اشياء كثيرة عن المجتمع ، و من هنا فلابد ان نحاول ونجتهد معا لايجاد نماذج للقدوة .
وأضاف د. حسن أنه لابد أن نعيد إلى الأذهان والمدارس والجامعات فكرة المدارس الفكرية مرة أخرى، أنا أشرف بأننى تلميذ فى مدرسة د.عبد العزيز حجازى فى مجال المحاسبة والإدارة ، وتلميذ فى مدرسة الشيخ الشعراوى فى وسطية الدين العظيم، والإمام محمد عبده تلميذ لجمال الدين للأفغانى فى مدرسة النهضة الحديثة، أنظروا ماذا أخرجت لنا المدراس الفكرية ، فكرة الأستاذ والتليمذ ، المربى والمُتربى، ويجب أن يُعاد تأصيلها القضية مرة أخرى ، كما يجب أن تتضمن هذه المبادرة الشباب و الذى اصبح يعيش فى العالم الافتراضى و هذه اكبر خطورة يتعرض لها شبابناً لانه لم يأخذ موروث ثقافى حقيقى ، و لم يحضن نفسه أمام الافكار المختلفة الواردة من هنا و هناك ، و الناس بين أمرين موروث ثقافى و عبق حضارى لا ينبعى ان نتركها ، و حداثة و تكنولوجيا و تطور ينبغى ان يتمسك بها دون ان يكون اسير لها ، و تُعد هذه من اصعب القضايا فى المجتمع ، فلابد من ان نعيد لابناءنا ثانية موروثنا الثقافى الحقيقى و لا ينفصل عن تاريخ هذه الامة المشرف الذى صدر للعالم كله حركة تنويريه ضخمة حينما كان الغرب مُظلم لابد ان نؤكد هذه المفاهيم مرة اخرى لابناءنا .
وتابع راتب : الحقيقة أن العالم كان يعيش عصر المعرفة وأنتهى إلى العولمة ثم عاد العالم الآن مرة أخرى إلى فكرة القوميات، لأنه شعر أن العولمة أفكار ضالة تفقد الهوية والإنتماء ،ومن هنا لابد أن أعلن قضيتين هامتين القضية الأولى لابد أن يدرك الجميع ونحن نفكر بمسائل تتعلق بالأمة أو العالم الذى نعيش فيه سواء على المستوى الاقليميى او المحلى لا ننفصل تمام عن هذا العالم ، و لكن لابد ان نحافظ على الكينونة التى خرجنا منه و اليه نعود ، و من هنا تاتى كلمة المواطنة التى تعد شيئ حاكم و لا تاتى الا بغرس قيم الانتماء ، و قيم الانتماء لا تاتى الا عندما نوفر لابناءنا مسكن مناسب و طعام مناسب و زوجة و حياة كريمة ، و من هنا يجب أن تهتم المبادرة بالحركة الاقتصادية لهذه الامة
و الأفة التى نعيش فيها ، و يجب أن لا تقتصر المبادرة على غرس مجموعة من القيم و المبادئ و التى كلنا نتطلع اليها ، و لكن لابد و ان تشمل رؤية واسعة من العلماء ، وأساتذة الاجتماع ، لابد ان نضع ايدينا على الافات الاجتماعية لهذا المجتمع ، لابد ان نعطى حلول موضوعية و امينة لصانع القرار.
وأضاف راتب قائلاً : الامانة تقتضي أن اقول ان الله قد وهبنا فى هذه الفترة صناع قرار على قدر من الاخلاص ، نعم الرئيس عبد الفتاح السيسي انقذ هذه الامة من حرب أهلية ، و حاول أن يثبت اركان الدولة ، لكن الامانة ايضا تقتضي أن اقول ان هناك ايضا قرارات صعبة اتخذت ، و لم يتخذ مع هذه القرارات ما يحاول ان يُعيد صياغة هذه القرارات و تخفيف اثارها على بعض فئات المجتمع ، نحن امام تحديات كبرى اقتصادية و اجتماعية و معدلات فساد استشرت لغياب القيم و الاخلاق ، و من هنا تاتى هذه المبادرة .
وتحدث د.صديق عفيفى فأكد على اهمية هذه الوثيقة الخاصة بالأخلاق والمواطنة خاصة فى العصر الحالى واهمية مناقشتها واجراء التعديلات عليها قبل صدورها وان عقد هذه الورشة بهذا الحضور المتميز فرصة لإحداث تعديلات على مسودة الوثيقة.