يختلف محمد عبد المطلب اختلافا كليا عن نجوم جيله.. هو ليس فى وسامة كارم محمود، ولا فى أناقة الأستاذ محمد عبد الوهاب، ولا يمتلك إحساس عبد الحليم حافظ، لكنه وسط كل هؤلاء نجم يُشار له برائد الأغنية الشعبية، التى منحها أسلوبا مختلفا بصوته وحركاته وأداءً سهلا ساهم فى تحويل الأغنية لـ "حكمة" أو "مثل" تحمل عظة ومعنى.
للحق.. يقف التاريخ كثيرا عند اسم محمد عبد المطلب إذا ذكرت الأغنية الشعبية، إذ يصفه كثير من الموسيقيين منهم حلمى بكر أنه "أبو الغنوة الشعبية"، منذ أن شدا عام 1934 برائعته "بتسألينى بحبك ليه سؤال غريب ماجوبش عليه" من ألحان محمود الشريف، فى هذا التاريخ تحديدا بدأت نجومية عبد المطلب تظهر وتنتشر بعد فترة قليلة من "الصعلكة" الغنائية.
المفارقة أن أغنيات محمد عبد المطلب دائما ما يضرب بها المثل ويحفظها كل الناس وليس بعضهم، يقول عبد المطلب مثلا فى رائعته "الناس المغرمين": " بتقول وتعيد لمين وبتشكى لده وده.. الناس المغرمين مايعملوش كدا، دول مهما تألموا بيداروا ويكتموا ولا يوم يتكلموا ويشمتوا العدا.. الناس المغرمين بيكونوا حنينين ويخافوا ع الشعور الصبر بيخلقوه والبال بيطولوه ويشوفوا الضلمة نور، موش زييك يا جميل لا عندك بال طويل، ولا بتدارى الأمور، وشاكينى لكام عزول بقى هى دي الأصول، ده أنا عندى حق أقول الناس المغرمين ما يعملوش كده"، كل كلمة من كلمات الأغنية كما يقال بالبدى :"يضرب لها تعظيم سلام"، حتى الأغنيات العاطفية التى شدا بها كانت ذو طابع خاص :"حبيتك وبحبك وهحبك علطول مش خاين ونسيتك زى أنت ما بتقول" ورائعته "لا قابلتك ولا كلمتك ولا كان لىّ ميعاد وياك، وإن كان على سيرتى وسيرتك اسئل اللى شافونى معاك".
أيضا استمع إلى صوته يغنى :"يا حاسدين الناس، مالكم ومال الناس"، وشاهده وهو يشدو :" ودع هواك وانساه وإنسانى، عمر اللى فات ما ح يرجع تانى، كان حلم وراح انساه وارتاح، ودع هواك ودع"، ثم يؤكد على وداعه الحب للأبد :"مهما تبكى وتترجانى عمر اللى فات ما ح يرجع تانى".. اليوم تحل ذكرى ميلاده الـ 107 ولازلنا نردد :"قول يا طلب قول".