تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ 35 لرحيل عميد المسرح العربى يوسف وهبى الذى أثر العالم الفنى بالعديد من الأعمال الخالدة وليس هذا فحسب إنما كان صاحب فضل كبير على الحياة الفنية فى مصر والوطن العربى، وفيما يلى نستعرض حوار نادر للفنان الكبير مع الإذاعية آمال سعيد فى إذاعة صوت أمريكا يتحدث خلال اللقاء عن كواليس بدايته الفنية و أول فيلم فى السينما المصرية.
وفى بداية الحوار يجيب الفنان الراحل على سؤال، ماذا أعطى الفن لـ يوسف وهبى، قائلاً :"الفن أعطانى حب الشعب وحب وطنى وحب الجماهير واعتراف الهيئات العليا أنى أديت شيئا من الواجب نحو هذا الوطن الذى ولدت فيه أعتقد أنها مكافأة كبيرة بل أنها جزاء أكثر مما استحق".
وحول ذكرياته مع فريق رمسيس المسرحى يقول وهبى :"عندما وصلت من الخارج إلى مصر، هالنى أن المسرح الجدى قد انهار أمام لون جديد يقدمه المرحوم نجيب الريحانى تحت اسم شخصية كشك بيه، هذا اللون الاستعراضى أو فرانكو أراب الذى كان يُقدمه الفنان الكبير نجيب الريحانى كان الجمهور يُقبل عليه إقبالا كبيرا جدًا، وشعرت أن المسرح قد مات تقريبًا وأن ما قام به الأساتذة الرواد قد ضاع هباءً".
ويضيف عميد المسرح العربى :" لا أنسى أبدا أننى وجدت شخصية هامة رثة الثياب ماشية فى شارع عماد الدين ولما تمعنت فى هذه الملامح، عرفت أنه الاستاذ عزيز عيد، وقتها قولت له "إيه اللى جرى يا أستاذ عزيز"، قالى قول للجمهور إنى عاوز اشترى صندوق خشب وعلبة بوية عشان امسح جزم، لأن الفن الجدى لم يجدِ معايا ووصلت لهذه الحالة من العذاب والألم والحرمان".
وتابع وهبى :"ورثت من أبى مالا، وكنت مصمما فى العهود الماضية عندما حصلت على شهادة المعهد الأعلى للتمثيل فى ميلانو أنى أبقى فى الخارج لكن هذا الأمر ألمنى جدًا، ودفعنى لأقوم بانتشال هذا المسرح الجدى من الهوية، وجلست جلسات مع الأستاذ عزيز عيد، ثم أخذته معى وسفرنا وفى قهاوى باريس وجدنا من فلول فنانى الدراما من كانوا يقاسوا نفس الحاجة ونفس العوز".
ويضيف :" بعد ذلك كونت فرقة رمسيس لتكون جامعة لكل أولئك الذين خدموا المسرح الجدى خدمة حقيقية، أمثال حسين رياض، وعزيز عيد، والسيدة روز يوسف، وزينب صديقى، وأعداد من الفنانات والفنانين من المشهود لهم بالريادة، وبدأنا نعمل البروفات وافتتحنا مسرح رمسيس فى 10 مارس 1923".
وتابع :"بنيت المسرح فى سينما راديوم وأردت أن أتحاشى أخطاء غيرى التى دفعتهم إلى الهاوية، ونهتم بالإخراج والملابس وكل المظاهر التى تبهر وأراد الله أن ننجح استمر الجهاد والكفاح قدمنا 320 مسرحية ما بين مترجمات وما بين مؤلفات مصرية".
وعن تعليقه كيف تحول يوسف وهبى إلى السينما قال :"وأنا فى إيطاليا فى السنوات الأخيرة، لم تقتصر جهودى على المسرح أو العمل فى المسارح الإيطالية بل شاركت فى السينما خصوصا أنها كانت سينما صامتة مما يساعد الأجنبى على تأدية الدور فى أى وطن من الأوطان، وطبعا بدأت صغيرا ووصلت إلى مرتبة لا بأس بها وكنت أخد الأدوار الأولى أحيانًا".
وتابع :"الأستاذ محمد كريم من الأوائل أصحاب الفضل على السينما وتحدث معى عن ضرورة أن ننهض بها وفكرنا فى أن نقدم فيلم زينب عن كتاب الأديب الكبير هيكل باشا، وصمم الأستاذ كريم على هذا العمل وبدأنا ننتج فيلم زينب، كان بطولة السيدة بهيجة حافظ، والأستاذ سراج منير، وكان هذا أول جهادنا فى السينما، ووجدنا إن ديه فرصة عظيمة إننا نعمل أفلام مصرية فيلم يعرض باللغة العربية، وكان فيلم أولاد الذوات، أول فيلم مصرى يعرض باللغة العربية".
وتابع وهبى :"لاشك أن السينما تقدمت كثيرًا فى الإخراج والتصوير، والتكنيك لكن الشيء الظاهر أن القصص كانت فى الماضى تهم الجمهور أكثر لأنها قصص اجتماعية وكنا فى ذلك العهد نحارب الفساد والإقطاع ونحارب الاستعمار وكانت القصص تهز الجمهور وعواطفه لأنها أفلام ناقدة تبحث عن عيوبنا، مضيفًا :"لكن قصص اليوم كل الأفلام تنتهى بكلمة حب".
وحول رأيه فى المسرح الاستعراضى ودور فرقة رمسيس فى هذا المجال ومنافساتها مع باق الفرق قديمًا، قال الفنان الكبيرة :"لم تكن هناك منافسة بالمعنى كان فيه فرقة استعراضية اسمها نجيب الريحانى، ولم يكن هناك فرق استعراضية إلا الفرق الأجنبية التى تأتى مصر"، مضيفاً :"فى ذلك الوقت قدمنا مسرحا استعراضيا لكنه لا يعتمد على الرقص والغنا، بل يعتمد على مسرحيات مضغوطة أو موضوعات اجتماعية سواء فاكهة أو درامية أو مأساوية كانت تقدم مثل ناكر ونكير".