خصص السيناريست هيثم دبور، حلقة اليوم من برنامجه "ليل داخلي" على راديو "إينرجي"، للاحتفال بذكرى ميلاد الأديب العالمي نجيب محفوظ، الـ106، بوصفه سيناريست ورقيب أيضا.
وقال " دبور"، إن نجيب محفوظ اتجه من الرواية إلى السيناريو في فترة مبكرة من عمره قبل الشهرة العالمية، حيث وجد في السيناريو إنعاشا لبعض القصص التي يكتبها، بل إنه كتب قصص خصيصا للسينما.
وأوضح أن صلاح أبو سيف قرأ قصة لمحفوظ ووجد فيه مشروع سيناريست جيد، وطلبت منه كتابة سيناريو أحد الأفلام وأعطى له كتابا يتعلم منه، حيث لن يكن قد كتب سيناريو من قبل.
وتابع أنه وفقا لأحد كتب رجاء النقاش، أن السينما بالنسبة لنجيب محفوظ مصدر دخل مادي جيد، شبهها بوجود النفط في الخليج العربي.
وأوضح أن محفوظ قدم أعمالا تاريخية مع المخرج الكبير يوسف شاهين، وكانت القصة من تأليف يوسف السباعي، وحولها نجيب محفوظ لسيناريو، كما حول كتابات عالمية إلى أفلام مثل "لك يوم يا ظالم" بطولة فاتن حمامة ومحمود المليجي وصدر في الخسمينات، وأعيد تقديمه في السبعينات بطولة شمس البارودي وحسن يوسف وكان اسمه "المجرم".
وأردف دبور أن فيلم "بئر الحرمان" عام 1979 و"إمبراطورية ميم"، أظهرا قدرات نجيب محفوظ في كتابة السيناريو، وقدم خلالهما نوعا جديدا لم يقدم من قبل، وهو الدراما النفسية.
وأضاف أن نجيب قدم 26 فيلما كسيناريست، و23 رواية تحولت إلى أفلام.
وقال إن نجيب محفوظ عمل كرئيس لهيئة الرقابة على المصنفات الفنية، وأنه طوال فترة عمله في الرقابة والتي امتدت لسنوات، توقف عن كتابة السيناريو حتى لا يكون خصما وحكما في نفس الوقت، ثم عاد للكتابة بعد ترك المنصب.
وأكد على أن روايات محفوظ لم يكن الاهتمام بتحويلها إلى أعمال درامية قاصرا على السينما المصرية فقط، بل إن روايته "زقاق المدق"، تم تقديمها في فيلم مكسيكي يحمل اسم "حارة المعجزات"، كما قدمت رواية "اللص والكلام" في فيلم أذربيجاني اسمه "اعتراف".
ولفت إلى أنه يمكن تقسيم علاقة أديب نوبل بالسينما، المرحلة الأولى عرف السينما كسيناريست فقط وليس أديب وامتدت الفترة لـ11 عاما، وفي المرحلة الثانية استفادت فيها السينما من روايات محفوظ، بدأت بـ"بداية ونهاية"، بينما المرحلة الثالثة كانت مزيجا بين المرحلتين الأولى والثانية، فكان الجمهور يشاهد قصصه التي تتحول إلى سينما، وسيناريوهاته التي كتبها مباشرة للسينما، أما المرحلة الرابعة فاعتمدت على معالجة قصص نجيب محفوظ القصيرة في أفلام طويلة مثل فيلم "الشريدة" و"أصدقاء الشيطان".
واستعان "دبور" خلال الحلقة بمقاطع صوتية عديدة من حوارات سابقة أجراها الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، وتتناول آرائه في السينما والكتابة الدرامية، وكذلك رضاه عن قصصه التي قدمت في أفلام.
كما قرأ هيثم دبور مقاطع من الخطاب الرابع الذي كتبه وألقي أمام اللجنة المانحة لجائزة نوبل، حيث لم يذهب لاستلام الجائزة، وأوكل ابنتيه والكاتب محمد سلماوي لاستلامها.