حكيم فى ندوة انفراد: تعلمت الغناء على دقات القلب.. وأحلم بجائزة"جرامى"

• الأغنية الشعبية طول عمرها عريقة وطربية • عدوية مُلهمى.. وحميد الشاعرى المنفذ.. وتعلمت من فايز عزيز النجومية • لم أتوقع نجاح "حلاوة روح".. وأُجهز لدويتو جديد مع مطربة عالمية بعنوان "هجيبك هجيبك" مشواره الفنى الطويل، وبدايته، وأهم المحطات التى وصلت به إلى هذه المنزلة من النجومية، تحدث عنها حكيم باستفاضة فى ندوة «انفراد» التى أقامتها الجريدة للاحتفال به وتكريمه، للنجاحات المتتالية ولكونه أحد سفراء الأغنية المصرية فى الخارج، فهو مطرب استطاع أن يصنع اسمًا لن ينساه تاريخ الفن الشعبى إلى جوار أسماء مطربين عظماء، مثل أحمد عدوية، ومحمد رشدى، ومحمد العزبى، وغيرهم.

فى جلسة استمرت لمدة ساعتين، حاورت «انفراد» حكيم، وكانت بداية الحديث مع آخر أعماله الغنائية. «انفراد»: لماذا اخترت أن تغنى أغنية عنوانها «عم سلامة» بالتحديد؟ - حكيم: أغنية «عم سلامة» آخر أعمالى الغنائية، ولأول مرة أغنى تلك النوعية من الأغانى الشعبية الاجتماعية التى تشمل جميع الفئات، و«عم سلامة» هو الشخصية الاعتبارية التى يخاطب من خلالها الشعب المصرى، وأتساءل عما يحدث فى المجتمع، والأغنية أول ما سمعتها عشقتها ووجدتها مختلفة تمامًا عما قدمته من قبل، سواء فى الدراما الشعبية أو الحب أو الأغنيات التى تحمل البهجة والدراما «الغامقة»، ولم أتوقع أن تنجح «عم سلامة» كل هذا النجاح، وهناك أشخاص لم يوافقوا على غنائى هذا النوع من الأغانى، لكننى صممت عليها، لأننى أردت أن أضم لتاريخى الفنى أغنية شعبية اجتماعية لأول مرة، وهى فعلا شىء جديد، وأجلت مشروع أغنية أخرى من أجل «عم سلامة»، وهى بالمناسبة تعتبر أول «سينجل» فى حياتى لأننى لم أقدم أغنيات «سينجل» من قبل. «انفراد»: وماذا عن اختيارك لتصوير الكليب فى أماكن طبيعية؟ - حكيم: كليب «عم سلامة» الأماكن فيه حقيقية، وأبطال العمل حقيقيون، صاحب محل «العجل»، والرجل الذى كان يقوم بتعليق اللمبات، كلهم أشخاص حقيقيون، كما أن تعاون الناس معى فى الشارع بشكل كبير وفريق العمل كان له أثر كبير، لدرجة أن المخرج هادى الباجورى رفض وضع اسمه على الكليب، وكتب شكرًا لأهالى «الحطابة»، وهى رسالة بأنهم «ناس أصيلة»، وفرحوا بنا كثيرًا ونظموا الشغل، وتعاونوا لأبعد درجة كما لو كانوا المنتجين.

«انفراد»: كيف تصف وترى الغناء الشعبى حاليًا؟ - حكيم: الأغنية الشعبية طول عمرها عريقة وطربية من الدرجة الأولى، والاسم الصحيح لمن يغنيها هو المطرب الشعبى وليس الفنان الشعبى، وذلك يعنى أن الطرب يسبق التصنيف نفسه، فلابد أن يكون مطربًا أولًا ثم يغنى «شعبى»، وبعض الناس تنظر للأغانى الشعبية أغانى بها إسفاف، لكن هذا غير حقيقى، فهى تحمل «موضات»، فهناك أبودراع شعبى، ومحمد رشدى، والعزبى، وكارم محمود، وماهر العطار، وعمر فتحى، وبدرية، وفاطمة عيد، وشفيقة، وعبدالمطلب، وعزيز عثمان، وعبدالغنى السيد، وعبدالباسط حمودة، وغيرهم، فكل واحد يحمل لونًا مختلفًا.

«انفراد»: كيف ترى «الموضات» التى تطرأ على الغناء الشعبى؟ - حكيم: هناك «موضات» فى الشعبى بالتأكيد، فمثلًا عاد الآن استخدام ما يسمى «أورج إنتركونتيننتال» وكان يعزف عليه مجدى الحسينى، وهانى مهنا، وقد عاد استخدامه من جديد مع التكنولوجيا، و«موضات» الأصوات المختلفة.

«انفراد»: الكثيرون لا يعلمون كيف كانت بداية حكيم؟! حكيم: أنا ابن صعيد مصر، وكنت أحفظ أغانى الذكر والمديح، وكنت حافظ القرآن «بس تسيبه يسيبك»، كل سنة كان فى 7 أجزاء ونصف شفوى فى الكلية، وكنت أحضر المولد وأسمع مديح النبى، وقد تعلمت أن يكون «الريتم» أو «التيمبو» واحدًا ومنتظمًا مع دقة القلب، وتعلمت أيضًا من الكُتاب، وبدأت أسمع محمد رشدى فى الإذاعة، وعبدالمطلب، وكارم وعبدالعزيز محمود، حيث الظروف والبيئة التى حولى كانت سببًا فى اختيارى للغناء الشعبى، إضافة لصوتى الشعبى، لكن هناك أوقات أدندن فيها لحليم وعبدالوهاب وأم كلثوم.

«انفراد»: كيف تسترجع مشوارك ومحطاتك الفنية؟ - حكيم: لا أنسى عندما كنت أجذب مطربنا الكبير أحمد عدوية من البنطلون وهو يغنى «حبة فوق»، وكنت أريد أن أقول له إننى أحبه، وقتها كنت فى المرحلة الابتدائية، وكان حلم حياتى أن أكون مثل أحمد عدوية، وراودنى هذا الحلم كثيرًا، وكنت أتمنى أن أصل إلى «رُبع» هذا الرجل، وكان مصدر إلهام بالنسبة لى، وفى فرح شقيقتى وأنا عمرى 11 عامًا أوائل السبعينيات قبل حرب 73، كانت أول مرة أرى فيها فنانين بعد الرائع محمد طه فى مغاغة بحفل أضواء المدينة على مسرح مدرسة الصنايع، وفى فرح شقيقتى جاءت سناء ندى، ومتقال، وهالة الصافى، وعدوية، ونبيل فهمى المونولوجست.

رحلتى طويلة لكنها لم تكن صعبة لأننى كنت «مبسوط» بصعوبتها، وكنت أصدق فى حلمى، وإننى سأصل لما أريد، والرحلة مرت بسرعة منذ أن بدأ الحلم عام 74.

«انفراد»: ماذا يعنى لك أنك أحد سفراء الأغنية المصرية فى الخارج؟ - حكيم: أمر يسعدنى ويشرفنى، وفخور به أن أكون سفيرًا لبلدى فى العديد من الحفلات والمهرجانات العالمية، وأتذكر أول خروج لى خارج مصر، وكان فى مهرجان قرطاج يوم الجمعة 5 أغسطس عام 1992، سافرت ولم أكن مصدقًا للجماهيرية الكبيرة التى انتظرتنى هناك، وكان أول احتراف لى يوم الأربعاء فى عام 1992، وأيضًا أصبح لى اسم، وأول ألبوم يوم الثلاثاء 17 ديسمبر 1991 وهو ألبوم «نظرة» وكان بـ 6 جنيهات من شركة «سونار»، وقت طرح ألبوم «حبيبى» لعمرو دياب، وكان سعره 5 جنيهات، ورغم تخوفنا فإن الألبوم «كسّر الدنيا» وقتها، ثانى حفلاتى كانت فى دبى ومهرجان اليخوت، وكانت معى فى الحفلة لاتويا جاكسون، شقيقة مايكل جاكسون، ثم مهرجان نانت فى فرنسا، واكتشفت أن العالم متشوق لسماع الأغانى الشعبية المصرية، وبدأت من هناك أنطلق إلى مهرجانات العالم، كما أننى حريص على «أرشفة» كل الأعمال من أول يوم دخلت فيه إلى الاستوديو مع حميد الشاعرى، ولم أكن أعرف أننى أغنى بشكل جيد، وبكيت وقتها وقمنا بتغير الميكروفون لأننى لم أكن أجيد الغناء بالهيدفون داخل الاستوديو، وسخرنا كل شىء لأستطيع الغناء بشكل وكأنى أغنى «لايف»، وبعد ذلك علمنى المنتج فايز عزيز كيف أقوم بأرشفة كل شىء.

«انفراد»: قدمت أكثر من تجربة لحنية فى بداية مشوارك.. فلماذا لم تكمل فى التلحين؟ - حكيم: ما قمت بتلحينه كان تراكمًا داخليًا وقدمته، لكن لم يكن فى خيالى أن أسير فى ذلك الاتجاه، وأرى فى الوقت نفسه أن من غاب عن الساحة غاب لأنه لم يطور من نفسه واكتفى بما حققه.

«انفراد»: أين ترى زملاء جيلك الآن؟ - حكيم: مع الأسف كثيرون منهم يغنون حاليًا ويظهرون من فترة إلى أخرى لإثبات حالة فقط، لأن الزمن سبق، والجيل الحالى تغيره ذوقه فى السمع والموسيقى. «انفراد»: استمرارية أى فنان صعبة، فكيف تحافظ عليها؟ - حكيم: «أنا ماسك العصايا من النص»، وأقوم بالموازنة بين كل الأذواق، فهناك من طور الأغنية الشعبية وهو عمر فتحى، وأنا استمررت فى هذا التطوير، كما أننى قمت بعمل موقع إلكترونى وبعدها تكاسلت قليلًا، ثم عدت مرة أخرى ودشنت حسابًا على الـ«فيس بوك» و«تويتر» و«إنستجرام» لأواكب التطور، وأتذكر أننى أول من أنشأ مصنعًا لـ«السيديهات»، وكنت أول من تنبأ بزوال شريط الكاسيت وأغلقت المصنع سريعًا لأن المنتجين لم يدركوا أهمية «السى دى» ولم يكونوا مدركين للأمر ثم جاء بعدها «الديجيتال».

«انفراد»: من هم الأشخاص المؤثرون فى مشوار حكيم الفنى؟ - حكيم: أحمد عدوية هو الملهم وحميد الشاعرى المنفذ، وفايز عزيز المنتج تعلمت منه كثيرًا وأهلنى كيف أكون نجمًا، وكيف أتحدث، ومتى أظهر فى الإعلام، أيضا مايلز كوبلن، مدير أعمال ستينج، كان سببًا فى نقلة مهمة فى حياتى، وهى عملى بالخارج، وزوجتى جيهان التى تتواصل مع الشركات خارج مصر، كذلك مدير أعمالى علاء الغول، وخوان، مدير مكتبنا فى باريس، أما المحبطون فقابلتهم كثيرًا لكننى لا أهتم بهم، كما أن كلمة إحباط ليست فى قاموسى.

«انفراد»: هل تعمدت أن تخلق لنفسك شكلًا على المسرح؟ - حكيم: أستطيع أن أقول إننى مطرب قمت بـ«فك» المطربين على المسرح بشكل شيك وبدون «أفورة».

«انفراد»: ماذا تقول عن غيابك قبل «تسلم الأيادى» و«حلاوة روح»؟ - حكيم: بسبب الأوضاع وقتها، وطبيعى بعد الثورة أن أول من يتأثر هم الفنانون وآخر من يعود بعد تحسن الأوضاع هم الفنانون أيضًا. ولم أتوقع نجاح أغنية «حلاوة روح» بهذا الشكل، خاصة بعد انتقاد الفيلم.

«هى القيامة هتقوم ولا إيه؟!» هذا التساؤل الوجودى هو آخر ما تغنى به النجم الشعبى حكيم، حيث وجهه لشخصية افتراضية هى «عم سلامة»، نموذج المصرى الأصيل، مطالبًا بعودة القيم والأخلاق إلى الشارع.

«انفراد»: هل أنت راض عن مشوارك؟ - حكيم: عندى طموحات كثيرة، وطموحى أكثر من إمكانياتى، وأتمنى أن أحصل على جائزة الـ«جرامى» فى يوم من الأيام من خلال الأغنية العربية.

«انفراد»: ما آخر أخبار مشروعاتك الغنائية؟ - أُجهز لمشروع و«دويتو» جديد بعنوان «هجيبك هجيبك» مع فنانة أمريكية شهيرة ستكون مفاجأة، إلى جانب «سينجل» جديد فى عيد الفطر، وهو غزل عفيف بالمفردات الحديثة، كلمات ياسر عليم، ولحن تامر حجاح، وتوزيع إسلام سعيد وأحمد حداد، ومن المفترض أن أصوره فى البرازيل.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;