أكثر ما يميز الفنانة فيفى عبده صراحتها الشديدة وجرأتها فى الإجابة على أى سؤال تطرحه عليها وبجانب ذلك فهى ممثلة تتميز بالطبيعية فى الأداء وفنانة استعراضية تعشق مهنتها وتدافع بكل ما تملك عن فن الرقص الشرقى. صاحبة «5 أمواه» طالبت خلال الندوة التى خصصتها «انفراد» لها باعتراف الدولة بفن الرقص الشرقى، لأنه وسيلة عودة السياحة لمصر، وكشفت عن تحضيرها لكتابة مذكراتها، وتحدثت فى جو ضاحك عن الكثير من الأشياء مع محررى «انفراد».
هل اختلفت نظرة الدولة للراقصات حاليا عن ذى قبل؟
وزارة السياحة كانت ترسلنا إلى كل دول العالم لندرب السيدات على الرقص وتمثيل مصر هناك لأن الرقص لغة لا تحتاج إلى ترجمة، وأنا لفيت العالم كله ودربت رقص واتكرمت، ومن بين الدول التى زرتها كندا وإيطاليا والبرازيل والصين واليابان والأرجنتين وباريس وغيرها من الدول، كما كنا نقدم عروضنا للوفود الأجنبية، فمثلا وفد الفيفا عندما جاء لزيارة مصر قدمت لهم عرضا وخرجت من النيل، وكنت أرتدى زيا فرعونيا، وكان النجم عمر الشريف من ضمن الضيوف، وبمجرد أن انتهى الوفد من مشاهدة أوبرا عايدة فى الأهرامات انتقلوا على الفور إلى فندق المينا هاوس لمشاهدة فقرتى الراقصة، وبعدها يستكملون باقى رحلتهم، وفقرة الرقص الشرقى كانت موجودة باستمرار فى جدول أى وفد أجنبى يزور مصر.
وعندما زرت الأرجنتين كانوا يعتقدون أننا لا نزال نركب الجمال، فقلت لهم «جمال إيه؟!» وذهبت بالجلابية البلدى مع فرقتى الموسيقية ونزلنا إلى الشارع لنرقص إلى أن وصلنا للمعرض المصرى هناك، وكان المعرض المصرى الوحيد المزدحم من بين كل المعارض الموجودة هناك والتى لا يوجد لديها أى زوار، وعندما زرت ألمانيا ظهرت فى نشرة الأخبار هناك، ويجب أن يعلم الجميع مدى أهمية الراقصات.
لماذا لم يصبح لدينا راقصات مصريات شهيرات حاليا مثلما كان الحال مع فيفى عبده وسامية جمال وتحية كاريوكا وغيرهن ممن قدمن رقصا شرقيا حقيقيا؟
لأنه عندما كنا نرقص كان هناك من يفهم رقصنا ويقدره، وطول عمر مصر كانت بدلة الرقص مرسومة على المعابد، وأنا لم أخترع الرقص الشرقى ولكنى وجدت نعيمة عاكف ونعمت مختار وسامية جمال وتحية كاريوكا وسهير زكى ونجوى فؤاد، ولكن حاليا أصبح الرقص شماعة يعلق عليها كل الناس أخطاءهم وبقى عيب وحرام وما يصحش.
لكل راقصة أسلوب يميزها ويجعلها فريدة من نوعها مثل نعيمة عاكف لديها مدرسة مميزة وتحية كاريوكا لديها أسلوبها الناعم.. كيف استفدتِ من كل هذه المدارس لكى تطورى أسلوب الرقص؟
أنا استفدت من كل هذه المدارس، ولكنى لى شخصيتى الخاصة ولما طلعت كان فيه نجوى فؤاد وسهير زكى وكانت زيزى مصطفى وهياتم ولوسى وسهير مجدى وعزة شريف وناهد صبرى فى البداية، وكنا كتير لأن السياحة كانت تعتمد على الرقص الشرقى فى مصر، ومن أعطانى الدفعة الأولى كانت الفنانة نجوى فؤاد وكنا نرقص وقتها ترفيها للجيش، وكنا نحيى هذه الحفلات، سواء كراقصات أو شكوكو أو إسماعيل يس وكانت تأتى السيارات إلينا لاصطحابنا، وحفلات الترفيه للجيش فى كل دول العالم وفى الجيش الأمريكى نفسه.
هل السينما هى التى أضرت بصورة الراقصة إلى هذا الحد؟
ليست السينما وحدها ولكن كل العوامل كملت لبعض، فالأفلام ظلمت الرقص الشرقى والمسلسلات ظلمته أيضا و«السينما مش كلها سيئة» وكل مجال فيه الجيد والسيئ، ولكن ما نعانى منه بالفعل هو نظرة المجتمع ككل لنا، تجد الناس يقومون بمشاهدتنا ويستمتعون بما نقدمه من رقص وبعدها يقومون بجلدنا، ولدى المجتمع اعتقاد بأن الراقصة غير محترمة وهذا اعتقاد خاطئ تماما، فالراقصة إنسانة وبتربى وتعلم أطفالها جيدا جدا وتخرجهم مواطنين محترمين للمجتمع، وأحيانا أضطر أن أرتدى قناعا لمعاملة الناس لأنى فى وسط النار ولا أريد أن أتلسع، فأحدد لكل فرد حدوده فى التحدث معى وأسلوب معاملتى.
تضيف فيفى عبده: الرقاصة لديها قيم ومبادئ، وجدعة فمثلا تحية كاريوكا عملت «اللى مفيش أى سيدة أخرى تقدر تعمله وأنا اتعلمته منها فقد كانت تذهب للحسين والإمام الشافعى والسيدة عائشة والسيدة نفيسة والموالد بتاعتهم وتقوم بذبح عجل ولا تقوم بتقطيعه وتوزيعه على الناس ولكنها تقوم بطهوه وتسويته لإطعام الناس، وكنت بعد أن أنتهى من عملى أذهب إليها أجدها تغسل الأطباق بعد أن انتهت من إطعام الناس بإيديها».
هل ترضى فيفى عبده عن أدوار الراقصة التى قدمتها فى الدراما؟
قدمت دور الراقصة فى مسلسلين فى بداياتى الفنية فى وقت كنت أريد فيه الانتشار وهما «الآنسة كاف» مع الأستاذ كرم مطاوع و«ما زال النيل يجرى» مع الأستاذ محمد فاضل، ولم أكن أحب دور الراقصة الذى يقدمونه، وعندما وجدت أن معظم الأعمال التى تعرض على بعدها بها نفس الدور قررت ألا أقدم شخصية الراقصة نهائيا، إلا إذا كان هناك ضرورة لذلك، والحمد لله عملت 25 فيلما و10 مسرحيات دون أن أجسد شخصية الراقصة.
ما الذى جعلك تتوجهين لحضور مهرجان كان مع إليزابيث تايلور وسلفستر ستالون؟
اللى بيميزنى هو أنى فيفى عبده الرقاصة، وعندما ذهبت تحية كاريوكا إلى هناك وارتدت «المنديل أبو قوية والملاية اللف» مع الأستاذ صلاح أبوسيف، ذهبت لأنها راقصة لأننا مهمون ولنا وضعنا فى العالم كله، ولكن عندما ذهبت إلى مهرجان كان لم تغط وسائل الإعلام المصرية الحدث رغم أننى كنت «أتغدى» مع إليزابيث تايلور وأتعشى مع «سلفستر ستالون» ولم يغطِ الحدث إلا قناة واحدة وهى art، وبمجرد أن نزلت من باب السيارة وجدت الصالة الرئيسية لمهرجان كان «ولعت من التصفيق» لأننى كنت أرتدى زى نفرتيتى، ومن قال لى ذلك كانت الفنانة سميحة أيوب وزوجها لأنهما كانا موجودين بالداخل فى هذا الوقت.
حققت نجاحات كراقصة ومع ذلك دخلتِ إلى عالم التمثيل.. فما الذى دفعك إلى التمثيل فى المقام الأول؟
ما دفعنى هو أننى كنت أرقص لملوك ورؤساء العالم وكان الجميع يتحدث عن فيفى عبده الفتاة الجديدة «اللى مكسرة الدنيا» وأطلقوا على لقب «المهرة» ولكن لم يكن أحد يعرف شكلى، وكنت أحب أن يعرفنى من هم بالشارع مثلما يعرفون الفنانات ويتصورون معى، ولذلك قررت أن أمثل وقدمت بالفعل 3 أفلام وبعدها انتشرت أكثر.
بعض الفنانات يخفن من نشر مذكراتهن.. فهل تفكرين فى كتابة مذكراتك أم لا؟
بإذنك يارب، أفكر جديا فى الموضوع وفى مذكراتى سوف أكتب تجربتى فى الحياة وليس لدى شىء مشين لكى أخاف من نشر مذكراتى، ولكنى لم أكتبها بعد وسوف أذكر فيها أسماء الملوك والرؤساء الذين رقصت لهم.
هل قمتِ بصفع رجل من قبل؟
نعم ضربت رجلا كان يمثل معى فى أحد الأفلام، وكان من المفترض طبقا لأحداث العمل أن يحملنى وينزل بى من على أحد المنازل المهدودة و«كان شايلنى ولما جه ينزلنى حسس على ضهرى» وبمجرد أن انتهى المشهد صفعته على وجهه لأن مش من حقه يعمل كده، وأنا كنت أمانة معاه كان لازم يلتزم بالسيناريو.
من وجهة نظرك كيف أصبح حال الرقص الشرقى فى مصر الآن؟
لا أعرف لماذا يرددون أن الرقص الشرقى ليس فنا، فالممثلات فى السينما يرتدين قمصان نوم ويبوسون الرجال ويقولون إنه فن، وفى الباليه ملابس كاشفة للراقصين ويقولون إنه فن، أما إذا ارتدت راقصة بدلتها وقدمت رقصا شرقيا حقيقيا لا يقولون إنه فن، فما المختلف؟ أصبحنا فى وقت العالم كله يسحب بساط الرقص الشرقى من تحت أرجلنا، وأصبحنا فى مصر مستهترين جدا بالرقص الشرقى، ولا أستطيع وصف كيف تقوم أى دولة نزورها بالترحيب بنا، فالحفاوة التى يقابلونا بها لا توصف، وهو الاستقبال الذى يجب أن أحصل عليه من بلدى وليس من الدول الأجنبى، ويجب أن يأخد فن الرقص الشرقى حقه، فأنا لو ارتديت «جلابية بلدى» ورقصت فى شرم الشيخ، هرجع السياحة هناك.
كيف ترين عمل الراقصات الأجنبيات فى مصر حاليا؟
طول عمرنا لدينا راقصات أجانب «ولكن عمرهم ما كانوا مسيطرين على الراقصات المصريات، ولكن الراقصة المصرية ترقص والأجانب يكملون البرواز من ورائها، لأننا إحنا من علمناهم الرقص الشرقى من الأساس».
ما السبب وراء تركك العمل مع قنوات الـmbc؟
تركتهم لأنهم «أخذوا فلوسى كلها وادوها للضرايب بدون وجه حق»، ويهمنى كل الناس تعرف وأعلن هذا الأمر لأول مرة منذ 3 سنوات، أننى عملت مع الـmbc لمدة سنة ولم أحصل على أموالى، الضرائب حكمت علىّ جزافيا، لأننا كنا فى حكم الإخوان وشاهدنى أحد المسؤولين على الشاشة فى إحدى الحفلات فحكم علىّ جزافيا بدفع مبلغ كبير، وقال هاتولى كام مليون من دى وخلاص!! ووجدت نفسى مطالبة بسداد أموال طائلة للضرائب، ورفعت قضية ضد قنوات الـmbc، وأثق فى القضاء لإنصافى وأعتقد أن مالك قنوات mbc لا يعرف حقيقة الأمر، وأظن أنهم نقلوا إليه صورة أننى أفتعل المشاكل، ولكنى لم أصل إليه لأقدم شكوتى، فأى منطق يقول أن تأخذ mbc أموالى وتعطيها للضرائب وتأخذ الضرائب أموالى وهى لا تعترف بمهنتى من الأساس وتعطيها لغيرى، وأنا أموت من الجوع، وأنا فنانة على الساحة من 35 سنة وطوال هذه السنوات وأنا أدفع الضرائب من المنبع.
ألم تمر عليكِ فترة شعرتى فيها بأن الدولة تقدرك؟
الدولة لا تقدر أحدا، إحنا كنا بنحيى كل حفلات الوزراء والحكام والرؤساء ولكنى شعرت بالتقدير من الجمهور ومر على 5 رؤساء جمهورية وأنا فيفى عبده.
هل تبرعتِ لصندوق تحيا مصر؟
طبعا، وكل يوم بصبح على مصر.
كم نسبة رضائك عن نفسك؟
70% لأننى لا أنام إلا وأنا أشعر بالرضا فلا أظلم أحدا أو آخذ حق أحد.
ما سر غيابك عن رمضان 2016؟
لا أريد أن أقدم مسلسلا هذا العام، ولا برامج ولكنى سوف أقدم «مسرح»، ومن المقرر أن أقدمه 5 أبريل المقبل مع الأستاذ محيى زايد.
هل تحبين أن تذكرى سنك الحقيقى؟
كل إنسان فى العالم له 3 تواريخ ميلاد، الأول الذى خلقه الله فيه، والثانى العمر الذى يرى به نفسه، والثالث الذى يراه الناس به.
لماذا تتابعين أخبار كيم كاردشيان؟
أتابعها وأتحدث عنها، لأنها رغم أنها أجنبية فإن شكلها عربى جدا، وشبهنا، وأستغرب كيف لها ولأسرتها قلبوا الدنيا بهذا الشكل.
هل يعاقبك المجتمع على زواجك المتكرر؟
كل الستات فى البيوت بتطلق وتتزوج فلماذا الراقصة لا، وأرى أن سبب كبير فى ارتفاع نسبة الطلاق فى مجتمعنا هو مواقع التواصل الاجتماعى لأن كل فرد أصبح غير راضٍ عن حياته وعيشته.
هل ممكن تفكرى بالاعتزال؟
أنا أحب الرقص جدا ولا أفكر فى الاعتزال، ولا أرقص فى منزلى وعمرى ما وقفت أمام المرآة لأرقص، ولكن إذا أعطتيتنى مسرحا «تلاقينى زى القشاش»، وللعلم أنا كسرت الدنيا بجلابية بيضاء، وكان السبب وراء اختيارى هذه الجلابية هو أننى لم يكن معى الأموال اللازمة لشراء بدلة رقص مناسبة.
ما أكثر ما يثير غضبك على صفحتك بانستجرام؟
أنا نفسى أقفل أمه، أجد الرجل داخل على صفحتى الانستجرام وبيتفرج على صورى ويقولى: يا شيخة توبى.. طب أنت داخل ليه من الأساس؟!، وقد حدث ذلك معى ذات يوم وكنت أرقص على المسرح، فوجدت أحد الزبائن يعطينى ظهره وعندما خلصت الفقرة الأولى ذهبت وقلت له: «إنت كنت رايح عمر مكرم وغلطت وجيت هنا؟!» وبعدها التفت لى وأكمل سهرته وكان يرغب من وراء هذه الحركة أن يلفت انتباهى فقط.
هل تحفظ فيفى عبده القرآن؟
الحمد لله رب العالمين.
هل ترقصين على أغانى المهرجانات؟
أرقص عليها، ومن حق البلد يكون فيها كل الأنواع لكى يستطيع الناس أن يميزوا بين الفن الراقى والفن الهابط، وأنا أرقص على كل أنواع الأغانى، لأننى أريد أن أرضى جميع الأذواق، فكنت أرقص على أغنية «أمل حياتى» لأم كلثوم وأغنية «كداب يا خيشة كداب قوى» وقال لى محرم فؤاد: «يا فيفى حرام عليكى فى حد يرقص على كداب يا خيشة» قلت له: «أنا لأنى مش عايزة أبص تحت رجلى، أنا بعمل اللى عايزاه الناس».
هل تعتمدين على الارتجال فى أعمالك الفنية؟
بعض الأوقات بحكم أنى دمى خفيف، ولكن فى أغلب الأوقات بالتزم بالسيناريو المكتوب، ولكن شخصية كيداهم هى الأقرب لشخصيتى الحقيقية، وللعلم فأنا أقدم أصعب أنواع الكوميديا لأنها تعتمد على المواقف مش بقول حاجة قليلة الأدب عشان أضحك الناس.
إيه سر شعبيتك الجارفة لدى زملائك فى الوسط الفنى؟
دا كرم من عند ربنا ونتيجة لرضا والدى علىّ.
لماذا لم تنجح برامج اكتشاف الراقصات مثل اكتشاف الأغانى؟
لأن لجنة التحكيم لم تكن من الراقصات، أنا كنت هنفذ هذه الفكرة ولكن كنت هنفذها صح، كنت هجيب لجنة التحكيم من الراقصات لكى يستطعن التقييم بموضوعية واحترافية.