فى تقليد يدل على تقدير الفن والفنانين اعتاد رئيس الجمهورية على تكريم نجوم الفن وأصحاب المواهب اللامعة، والأعمال الهادفة والقيمة الفنية والإنسانية فى مصر فى احتفال يسمى بعيد الفن، يقام فى شهر مارس من كل عام، واختفى هذا التقليد لعدة سنوات إلى أن أعاده من جديد الموسيقار هانى مهنى الذى كان يشغل منصب رئيس اتحاد النقابات الفنية فى عهد الرئيس عدلى منصور، وتم تكريم الفنانة الراحلة فاتن حمامة ثم توارى هذا التقليد وأصبح شهر مارس يمر مثل باقى الأشهر فى السنة، ولا أحد يلمح من قريب أو بعيد عن عيد الفن أو الفنانين والذى بالتأكيد يحمل دلالة عن كيف ترى الدولة الفن وفنانيها.
ويتسق هذا التقليد مع وعود الحكومة المتكررة والوهمية حول دعم الفن وصناعة وحل مشاكله، حيث تسعى الحكومة التى لا تنتج أفلاما ولا مسلسلات لطمأنة ضميرها عن طريق إقامة هذه الاجتماعات والخروج بأجندة التوصيات، ولكن لا شىء يتحقق على أرض الواقع يخدم الفن فعليًا.
وقال المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية لـ"انفراد" إن عيد الفن هذا العام لن يقام فى شهر مارس، مؤكدًا أن هناك خطابات بين الاتحاد ووزارة الثقافة لإقامته فى شهر أغسطس أو سبتمبر المقبل، معربًا عن أمنياته فى إقامته وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى له.
وكان الرئيس أنور السادات أطلق عيد الفن بعد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تقديرًا لدور الفن فى دعم الجيش فى هذه الفترة وتم الاحتفال بعيد الفن يوم 8 أكتوبر 1976، وتم تكريم عدد كبير من النجوم، منهم مريم فخر الدين التى سلمها السادات شهادة تقدير على مشوارها الفنى، وفى عام 1976 حصل الموسيقار محمد الموجى على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وقد وضع السادات اسم الملحن بنفسه فى قائمة المكرمين بعد سهو وزير الثقافة وقتها، وكذلك الفنانة زينات صدقى التى حصلت على درع التكريم وجائزة مالية قدرها ألف جنيه من الرئيس، ومنحها معاشا استثنائيا مدى الحياة، وتوقف عيد الفن لمدة 33 سنة منذ عام 1981 وذلك بعد عدم حضور السادات له وهو الأمر الذى اعتبره الفنانون إهانة لهم إلى أن تمت إقامته عام 2014.