*اكتب مسلسل تاريخى بعنوان "تاج الشام" يتناول الفترة العثمانية والانقلابات التى حدثت بزعامة السلطان عبد الحميد
*"أحمر" مسلسل بوليسى يجمعنى مع سلاف فواخرجى وأجسد دور قاض فى جهاز الرقابة والتفتيش
* أعيش فى دمشق ويوميًا أشاهد القصف أمام بيتى وسأصور مسلسلى هناك
*لا أحد يستطيع سحب بساط الدراما من تحت مصر لأنها رائدة وتعلمنا منها الكثير
* الدراما التركية بها الكثير من المشاكل والجمهور أحبها لأنها تشبهه فرأى فيها الحلم المشتهى
*ما يعرض فى فضائياتنا من الدراما التركية درجة رابعة من الإنتاج التركى
الفنان القدير عباس النورى هو أحد أشهر فنانى سوريا حقق شهرته الكبيرة فى الوطن العربى من خلال تراكم أعمال فنية كثيرة تجاوزت المائة عمل، إلا أن شخصية «أبو عصام» فى المسلسل السورى الناجح «باب الحارة» بجميع أجزائه نال من خلالها شهرة كبيرة جعلت الجمهور العربى يلاحقه فى كل مكان وينادونه «أبوعصام».
ووصل «النورى» للعالمية بعد بطولته للمسلسل العالمى العربى «الاجتياح» الذى فاز بجائزة «إيمى» كأفضل مسلسل أجنبى، وخلال وجوده بمهرجان الفيلم العربى المتوج وتكريمه فى احتفالات دولة الجزائر باختيار مدينة قسطنطينة عاصمة للثقافة العربية كان معه هذا الحوار..
نجاح شخصية «أبوعصام» فى مسلسل باب الحارة.. هل جعلك ترفض أعمالا بعدها؟
- صح الكلام، لأن نجاح الشخصية كان كبيرا لدرجة أننى لم أتوقعه، والعمل حقق نجاحاً كبيراً جداً، وكأى نجاح يجعل الفنان يفكر جدا فيما يقدمه بعده، والمسلسل بالفعل حقق شهرة كبيرة على مستوى الوطن العربى والعالم لأنه ترجم كثيراً لأكثر من لغة فعندما أذهب لأى دولة عربية أجد الناس تنادينى بأبوعصام.
ولماذا لم يحقق مسلسل «باب الحارة» نفس الشهرة؟
- هناك أعمال كثيرة قدمت بعده ونجحت أيضا، ولكن باب الحارة قدم صورة عن الشام والحالة الفلكورية التى كانت به، أعجب بها الناس لأننا لدينا دائما حنين إلى الماضى.
هل أنت مع إعادة تقديم أجزاء من الأعمال الدرامية القديمة؟ وهل هناك جزء جديد من «باب الحارة»؟
- أنا مع إعادة بعض الأعمال وتقديمها مرة أخرى لأنها أعمال لها نسبة نجاح مع الناس مثل ليالى الحلمية مثلا ولكن نجاحها فى الماضى لا يستدعى نجاحا فى الحاضر، وشخصية أبوعصام من باب الحارة نجحت، وعملت علاقة مع الجمهور وهذا النجاح الباهر مقدمات للنجاح لكن الأثر عند الناس فى الأجزاء الجديدة لا نستطيع الحكم عليه إلا بعد المشاهدة.
وماذا لديك الفترة المقبلة؟
أحضر حاليا لمسلسل تاريخى ربما يؤرخ لجزء من تاريخ سوريا أكتبه بنفسى باسم «تاج الشام» ويتناول الفترة العثمانية فى الشام والأحداث والانقلابات التى حدثت بزعامة السلطان عبدالحميد التى كانت فى تلك الفترة، والمسلسل صعب لأنه يحتاج ميزانية كبيرة وبالمناسبة اسم حفيدى «تاج» أيضاً الذى جاء للدنيا منذ فترة قصيرة.
كما أننى أشارك فى بطولة مسلسل «أحمر» مع المخرج جود سعيد عن نص كتبه على وجيه بالشراكة مع الممثل يامن الحجلى وتنتجه شركة «سما الفن» لموسم دراما رمضان 2016 وتشارك فى بطولته النجمة سلاف فواخرجى.
وما الشخصية التى ستجسدها بالعمل؟
- أجسد شخصية قاضٍ فى جهاز الرقابة والتفتيش وتربطه صلة قرابة بسماح وهى الشخصية التى تجسدها سلاف فواخرجى والمسلسل يحمل جوا بوليسيا حول جريمة قتل وأنا لم يجمعنى عمل بالفنانة سلاف فواخرجى منذ ما يقرب من 14 عاما، وكان آخر عمل شاركنا به معا مسلسل «بنت الضرة» عام 1997.
هل ما زلت تعيش بسوريا أم غيرت إقامتك وتوجهت لبلد عربى آخر بسبب الأحداث؟
- أعيش فى دمشق ويوميا أشاهد القصف أمام بيتى ولن أترك وطنى وسوف أصور المسلسل الذى أكتبه فى سوريا، فهى وطنى الحبيب وأنا لست ضد من يترك وطنه فى وقت الشدائد فكل إنسان له خياراته وله ظروفه، ولكنى أدعو كل الفنانين المهاجرين للعودة فسوريا فى انتظار عودة فنانيها المهاجرين.
هل الوضع فى سوريا فنياً مشجع للعمل حالياً؟
- الفنان السورى يناضل ويعانى ويكافح لإنجاز مشاريعه الفنية وهذا قدرنا لأننا مشغولون بالهم الوطنى ونقدم أعمالنا بصعوبة شديدة لكننا لدينا إرادة وقدرة كبيرة على النجاح، برغم أن ظروف الإنتاج فى ظل الأزمة السورية حاليا متوقفة بنسبة كبيرة فى المشهد الثقافى والسينمائى ولا توجد فرصة للفنان، فقبل الأزمة كنا نحارب من أجل حرية التعبير ومع الأزمة المساحة اتسعت وبدون ثقافة وحريات لن نقدم شيئا.
لماذا لم تشارك فى أعمال مصرية حتى الآن؟
- عرضت على أعمال ولكن حالت ظروف دون مشاركتى، لكنى أطمح فى تقديم عمل مصرى لأن مصر رائدة فى مجال الفن، وأنا أجيد كل اللهجات العربية.
وما تقييمك للفنانين السوريين الذين حضروا لمصر؟
- كل الفنانين السوريين الذين ذهبوا لمصر حققوا نجاحات كبيرة وأخشى ذكر اسم فأنسى أسماء أخرى والإنتاج المشترك مفيد والمشاركة العربية المشتركة مفيدة، ولكن حسب العمل، فهل العمل يتطلب وجود نجم سورى فى عمل مصرى؟ فالعمل يفرض نفسه وليس عيبا أن يعمل سورى فى مصر أو العكس ومصر دائما، كما قلت وأقول، رائدة فى الأعمال الفنية وصاحبة المشهد الفنى البارز وقبلة الفنانين، ليست الوحيدة لكنها الأهم وهى تتسع للجميع، والكثيرون من العرب يعملون بها وبها مساحة كبيرة من الإنتاج وتستوعب الكثير.
كيف نحل مشاكل أوطاننا العربية ونواجه التطرف؟
- لا يحل المشاكل إلا الثقافة فهى أولا وأخيرا، والثقافة سلوك حقيقى وليس له علاقة بالتعليم، وجدى، رحمة الله عليه، رجل أمى لا يقرأ ولا يكتب لكنه قال لى الثقافة صدق وهى الخط المستقيم التى تقرأ ما بين السطور وتؤكد الحق الإنسانى فى رؤية الحياة، فبالثقافة نواجه أى فكر متطرف والفنون جزء من الآلة الثقافية.
هل تتفق مع مقولة أن الدراما السورية سحبت البساط من المصرية؟
- هذا كلام للاستهلاك الصحفى ولا يستطيع أحد أن يسحب البساط من مصر لأنها رائدة ومعلمة، ونتعلم منها دائما وفكرة سحب البساط هذه ليست إلا كلام صحفى ولكن الدراما السورية تميزت فى فترة من الفترات فى الدراما التاريخية.
وما تقييمك لاجتياح الدراما التركية الفضائيات العربية؟
- الدراما التركية بها الكثير من المشاكل والجمهور أحبها لأنها تشبه المشاهد، فرأى فيها الحلم المشتهى الذى لا يعيشه وإقبال الناس عليها جاء للتغيير، فهى ثقافة مختلفة وبها جرأة فى تناول موضوعاتها، ولابد أن يتعود المشاهد العربى على الجرأة، فالفنان تلزمه مساحة كبيرة من الحرية ليعبر عن واقعه ويكون جريئا بدءا من الكاتب فالمخرج فالممثل، ولكن المفاجأة أن المسلسلات التركية التى تصل إلينا ونعرضها درجة رابعة وصف رابع من الإنتاج التركى.