لا أرى أى مبرر كاف ليصل وضع الحفلات فى مصر إلى ما هو عليه الآن.. كيف لمصر أن تكتفى بمهرجان الموسيقى العربية فقط؟ كيف لنا أن نرتضى أن نقف و"نتفرج" على شكل المهرجانات العربية فى دول مثل المغرب والخليج ولا نفعل شيئا سوى أن "نمصمص شفايفنا"؟ كيف نرى نجوما عالميين يملؤون الوطن العربى غنا وبهجة ونكتفى نحن بالنجوم المحليين والعرب فى بعض الأحيان؟ هل أصبحت مصر غير قادرة على تنظيم مهرجان واحد يضاهى تلك المهرجانات العربية؟! ألا تستطيع دولة بحجم مصر ورجال أعمال بعضهم ضمن الأغنى على مستوى العالم فى دعم وتنظيم مهرجان يحييه نجوم العالم مثلما يحدث فى مهرجان موازين الذى تختتم دورته المقبلة النجمة الأمريكية كريستينا أجيليرا، ومن قبلها جينفر لوبيز وآشر وستينج وإيكون ومارون فايف، وريكى مارتن وستروماى وNE-YO واليشيا كيز؟
المتابع لمهرجان موازين يشعر بالحزن والأسى على ما وصلنا إليه حاليا فى مجال المهرجانات، رغم وجود مهرجان الموسيقى العربية والذى يحيى حفلاته العديد من نجوم الوطن العربى، إلا أنه على الجانب الآخر يجب أن يكون فى مصر مهرجان يضاهى المهرجانات التى تقام فى الوطن العربى، وإن لم تكن تتفوق عليها، مصر المصدرة للفن والثقافة، كان لابد عليها أن تكون هى أول من تقيم تلك المهرجانات، حتى وإن تأخرنا لهذا الحد فلا يحب أن نتأخر أكثر من ذلك، ويجب أيضا أن تعود حفلات ليالى التليفزيون بشكل مشرف وكل تظاهرة فنية تساهم فى نشر البهجة.
إذا كان التخوف أن لهؤلاء النجوم والنجمات العالميات ليس لهم جمهور كاف فى مصر أو أنه ليس لدى الجمهور المصرى القدرة المالية على دفع ثمن التذكرة الذى ربما يكون باهظا، فالحفلات التى أقيمت فى مصر لنجوم عالميين منهم الموسيقار العالمى يانى، الذى أحيا حفلين ناجحين وكاملى العدد تحت سفح الهرم دليل على أن الحفل المنظم والدعاية الجيدة قادرة على إنجاح أى حفل أو مهرجان يتم تدشينه بشكل احترافى، وأن الجمهور المصرى لا يبخل على نفسه بسعر تذكرة فى مقابل حضور حفل على مستوى عالمى.
مساعى وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة فى ذلك الشأن ومفاوضتها مع النجوم العالميين "سيلين ديون وشاكيرا وإنريكى إجلاسيوس..." وغيرهم من النجوم تصرف محمود، ولكن لابد من دعم رجال الأعمال ليتطور الأمر إلى مهرجان دورى يجذب السياحة ويؤكد استقرار مصر ويدخل البهجة والفرحة فى النفوس.