جدل ومناقشات ساخنة فى ندوة فيلم "نوارة" بسبب 25 يناير فى "الأقصر للسينما"

شهد اليوم الأول من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى دورته الخامسة التى ترفع شعار "أفريقيا الخيال" حضور حاشد ومكثف من الجمهور والنقاد والإعلام، فقد بدأ اليوم بندوة ومؤتمر صحفى للمكرمين المخرجة السنغالية صافى فاى والمخرج جاستن كابوريه والفنانة منة شلبى، ثم جاء الاحتفال بمرور 50 عاما على مهرجان أيام قرطاج السينمائية وبعدها معرض المصور محمد بكر الذى افتتحه وزير ثقافة ساحل العاج، ومن بعدها معرض آخر لفنانى الأقصر، ثم عرض فيلم لصافى فاى، وكان ختام اليوم بفيلم نوارة للمخرجة هالة خليل الذى امتلأت صالة العرض عن آخرها أثناء عرضه، وأقيمت عقب الفيلم ندوة أدارها الناقد طارق الشناوى بحضور صناع الفيلم البطلة منة شلبى التى تساقطت دموعها عقب انتهاء الفيلم، وهنأها الجميع بدورها العبقرى، وحضر الندوة أيضا الفنان أمير صلاح الدين والمنتج محمد صفى والمخرجة هالة خليل.

بدأ الناقد طارق الشناوى مقدمته قبل الفيلم قائلا: هذا هو أول فيلم روائى يقدم الثورة بتفاصيلها المتعلقة بالإنسان المصرى وعمق الفيلم أنه مع الثورة وحالة الشجن أقرب إلى مرثية، والفيلم يقول كل شىء بلا صخب ولكن المخرجة كانت حريصة على تقديم حالة درامية بنوع من الهدوء والإيحاء، ومنة شلبى عمرها الفنى 17 عاما لكن فى هذا الفيلم هناك حالة نضج خاصة، والفنان محمود حميدة هو أذكى ممثل فى جيله فهو يرى قانون السينما ويعرف كيف يستغل طاقته ولديه قدرة أن يجعل فى الدور وهجا وإحساسا كبيرا، أما أمير صلاح الدين فهو حصل على البطولة ويستحقها، وموسيقى ليالى وطفة كانت متميزة، ووراء هذا الفريق المنتج محمد صفى وهو يناقش قضية ليس بها مفردات تجارية ولذلك يستحق التحية.

وقال المنتج محمد العدل إن الفيلم صادق جدا وظهورى فى الفيلم أشكر المخرجة عليه، والفيلم جميع عناصره رائعة وأشكر هالة وجميع صناع الفيلم على هذه التحفة الفنية.

أما الفنانة منة شلبى وجه لها سؤال عن معايشتها للشخصية فقالت: نوارة فى كل مكان فى مصر وشكل الشخصية جاء من خلال مذاكرة مع المخرجة وهى منحتنى سيناريو متكامل أشكرها عليه.

وقال الناقد هشام لاشين: إن الفيلم حقيقى يناقش الثورة وانعكاستها والفيلم ركز على أهم منطقة فى ثورة 25 يناير وهى الناحية الاقتصادية وأحلام البسطاء وأكثر المناطق أعجبتنى حالة التجانس بين نوارة والكلب، فقد كان الاثنان أوفياء ومحمود حميدة كان حكيم الفيلم لأنه كان لديه استشعار بما سيحدث، وكذلك أشكر هالة خليل على السيناريو والبناء المحكم والنعومة فى الفيلم فهو بالفعل فيلم صادق، وقال المخرج عمرو عابدين إننى حينما أتحدث عن هالة خليل فهى دفعتى لذلك وهى مخرجة مهمة، وأحيى منتج الفيلم لأنه ابتعد عن التوليفة التجارية والفيلم يحمل موضوعات وجمل مهمة جدا.

ووجه سؤال للمخرجة هالة خليل حول مقصدها من الفكرة الخاصة بنزول الثوار للميدان من أجل حصولهم على أموال وعوائد، ورد على السؤال المخرج شريف مندور الذى يرى أن هالة كانت مع الثورة وليست ضدها.

وردت هالة خليل على عدد من الأسئلة وقالت: الفيلم ليس حدوتة لكنه إيقاع اخترته لكى يفكر المشاهد ولا أحب التحدث وأهتم أكثر بالسماع لما قدمته، لكن نوارة لديها تراكمات كثيرة وكل مشهد كان يحمل فكرة والتحول فى الشخصية كان كثيرا داخل الفيلم، وعندما قررت نوارة أن تتزوج على فى البيت كنت أريد معرفة رد فعله من الجمهور الذى شاهد الفيلم من قبل واكتشفت أنه وصل بشكل كبير.

الفنانة سلوى محمد على قالت إنه فيلم يليق بكم وبطل الفيلم هو أمير وهو الشخصية الوحيدة التى أعادت ما سرقه وأنا سعيدة من الكومباوند الذى تحول لأشباح، وسعيدة بان الناس الذين كانوا حول نوارة كانوا يعاملونها بشكل راق لكنهم فى نفس الوقت كانوا من أكثر من ظلموها، مثلما كان الرئيس مبارك يقولون عنه أنه رجل طيب ورجل رقيق ولكنه ظلم الشعب كله، وكان سببا فى فقره ومرضه ومأساته.

وقال المخرج أحمد ماهر إننا تربينا خطأ عن المفهوم السياسى فى السينما وهذا الفيلم ليس عن الثورة ولكنه عن الناس والمخرجة تحدثت بصدق عن الثورة من خلال الأشخاص المحيطين بها، والفيلم به مميزات كثيرة منها السيناريو الذى ينمو بشكل مستمر والفنانة منة شلبى هذا الفيلم شهادة ميلاد بالنسبة لها.

وقالت الفنانة درة فى نهاية الندوة إن أهم ما لمسها وأعجبها فى الفيلم الذكاء الشديد والجانب الإنسانى بعيدا عن التقليدية، والفيلم كله رائع جدا وأحيى كل صناعه على المجهود والإبداع الذى بذلوه.