هكذا يبدو السؤال، هل تفوقت سينما "البلطجة" عن "الجنس" فى دور العرض السينمائية؟ الواقع يقول نعم، وأرقام شباك التذاكر تؤكد على الواقع.. انهارت أسطورة "الجنس" منذ 25 يناير وحتى الآن، ولم نرَ صوتا يعلو فوق صوت البلطجة والقتل والإجرام.. الأفلام الناجحة هى "عبده موتة" و"قلب الأسد" و"القشاش" و"سالم أبو أخته"، والسينما التى لم تحقق ربحا هى "فتاة المصنع" إخراج محمد خان، و"قدرات غير عادية" إخراج داود عبد السيد، و"بتوقيت القاهرة" إخراج أمير رمسيس، رغم مغازلة صناعها للجمهور تارة بـ"قبلة" وأخرى بـ "مايوه" وأحيانًا بـ"حضن".
هل تغير ذوق الجمهور؟ يبدو كذلك، ففى السبعينات وحتى أواخر التسعينات كان يلهث الجمهور وراء الأفلام التى تحمل قدرا من الجنس، "قبلة، مشهد ساخن، مايوه"، ويهرع لمشاهدة أفلام شمس البارودى (حمام الملاطيلى، رحلة العمر، امرأة سيئة السمعة) أو سهير رمزى (المذنبون، البنت اللى قالت لا، أين المفر، امرأة للحب) وكذلك أخريات كن يتنافسن على الإثارة فى هذا الزمن.. مع مطلع الألفية تغير الذوق الجماهيرى وأصبح الجمهور يميل للكوميديا ونجحت أفلام محمد سعد وهنيدى وأحمد حلمى، وسرعان ما انقلب ذوق الجمهور وسادت سينما البلطجة عقب 25 يناير، وتصدرت المشهد السينمائى، بل تفوقت على سينما (القبلات).
لكن ما الأسباب التى دفعت لنجاح أفلام البلطجة؟.. ربما يكون السبب موجة العنف التى اجتاحت البلاد بعد 25 يناير، وأصبح العنف السمة السائدة فى المجتمع.. وذهبت رائحة الجنس من السينما المصرية ولن تعود.. فالمشهد السينمائى الآن يدلل على أن هذه الأعمال لا تحقق ربحا كما فى السابق.. وجميع الأفلام التى تخللتها القبلات والأحضان وأنتجت من بعد 25 يناير "واحد صحيح، بنت من دار السلام، من ضهر راجل، بعد الموقعة، الشتا اللى فات" وغيرها، لم تصمد فى شباك التذاكر أمام سينما "الضرب والقتل"، ولم تبق سينما الجنس قادرة على جذب الجمهور مثلما كان يحدث فى الماضى.. بل بقيت "البلطجة" وتصدرت أرقام شباك التذاكر، وأصبحت عند المراهقين أفضل من الجنس.