محمد القصبى: الصحافة الورقية مهددة بالاختفاء بسبب تكاليفها الباهظة

أعرب الكاتب الصحفى والروائى محمد القصبى نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار المسائى المصرية عن توقعاته باختفاء الصحافة الورقية خلال العقد أو العقدين المقبلين.

وقال القصبى فى محاضرة ألقاها فى كلية مزون أن العشرات من الصحف والمجلات أوقفت نسختها الورقية خلال السنوات الثمانى الماضية واكتفت بمواقعها الاليكترونية، وكانت البداية مع صحيفة كريستيانساينس مونيتور الأمريكية عام 2008 وأعقب ذلك توقف صحف ومجلات مثل فرانس سوار ونيوزويك..وإندبندت الأسبوعية والتى أصدرت آخر طبعاتها بالعربية يوم الأحد الماضى "20 مارس 2016" بل أن الموسوعة البريطانية الشهيرة ايضا اوقفت طبعتها الورقية واكتفت بالنسخة الرقمية وتعانى صحيفة الجارديان البريطانية من خسائر بالغة بلغت 43مليون دولار خلال عام 2012 مما قد يدفع ملاكها إلى إيقاف النشر الورقى والاكتفاء بالإليكترونى.

وأرجع القصبى أسباب ذلك إلى التكاليف الباهظة التى تتكبدها الصحف فى الورق والطباعة وأيضا عجز النشر الورقى إلى متابعة الحدث وقتيا كما هو حال الصحافة الرقمية، مما يمنح الأخيرة ميزة هائلة تتعلق بأحد اهداف الصحافة ، سرعة التغطية والنشر.

وأشار القصبى إلى توقعات خبراء شركة مايكروسوفت منذ عقد حين قالوا إن نهاية الصحافة الورقية سيكون عام 2018، بينما توقع إمبراطور الصحافة روبرت مردوخ أن تكون النهاية 2020، وعلق القصبى على ذلك بأن نهاية الصحافة الورقية حتمى، لكن ليس خلال سنوات ،وربما خلال عقد أو عقدين ولن يتأخر الأمر إلى عام 2043 كما توقع فيليب ماييرز فى كتابه "النهاية الحتمية للإعلام الورقى".

وأعرب الكاتب المصرى عن اعتقاده بأن رهان البعض على استمرارية النشر الورقى يجانبه الصواب..وشبه ذلك بدعوة وجهها رجل الأعمال الأمريكى الشهير هنرى فورد فى نهاية القرن التاسع عشرة إلى رجل أعمال بان يشاركه فى إنشاء مصنع للسيارات، فرفض رجل الأعمال وقال لفورد: يا صديقى المستقبل ليس للسيارة بل للحصان.

وانتقد القصبى إنشاء كليات للصحافة فى العالم العربى وقال إنه من الأفضل أن تغذى صناعة الصحافة بشباب من خريجى الكليات المختلفة على أن يتم تأهيلهم صحفيا من خلال دبلوم أو دورة متخصصة فى الصحافة لمدة عام مشيرا إلى أن الصحافة تعانى الآن من نقص فى المتخصصين فى المجالات المختلفة لأن كليات الإعلام لا تدرس مثلا الهندسة أو الصيدلة أو الطب أو الاقتصاد. وقال الكاتب القصبى إن من الأخطاء الفادحة التى ارتكبتها الصحافة تخصيص أقسام للتصحيح اللغوى ومراجعة المادة صحفيا وقال إن وجود هذه الأقسام جعلت من المحرر الصحفى مجرد مندوب بريد يحصل على الخبر ويلقى به فى الجريدة ليقوم غيره بإعادة صياغته وهذا أدى إلى تكاسل الصحفيين فى تحسين قدراتهم اللغوية والصحفية.

كما نوه القصبى إلى أهمية أن يحظى الصحفى بمرجعية معرفية عميقة وأيضا بأخلاقيات عالية تجعله يؤدى عمله لما فيه صالح الوطن وقال: إن انهيار الأخلاقيات عند الصحفى قد تحوله من مندوب لصحيفته فى جهة ما إلى مندوب لهذه الجهة فى الصحيفة.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;