السينما المصرية تعانى من خلط المنتجين بين مفهوم الفيلم السينمائى ومعايير إرضاء الذوق العام
المخرج جاستون كابوريه هو سيناريست ومخرج ولد فى بوركينافاسو عام ١٩٥١ درس التاريخ وحصل على درجة الماجستير من جامعة السوربون بباريس ثم درس السينما بالمعهد العالى للسينما وأصبح أحد أعلام السينما فى بوركينا فاسو، جاستون هو أحد المكرمين فى الدورة الخامسة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وعرض له فيلم "وندكوني" الذى حصل على جائزة السيزار الفرنسية عام ١٩٨٥ وهو ثانى فيلم طويل تنتجه بوركينا فاسو، وفيلم "بوديام" الذى فاز بجائزة أحسن فيلم من مهرجان فيسباكو عام ١٩٩٧، وكان عضو للجان تحكيم كثيرة فى مهرجانات دولية مهمة منها فينيسيا وكان وبرلين كما أسس منذ عام ٢٠٠٣ معهد "ايماجين" لتعليم فنون السينما فى العاصمة واجادوجو.
وفى حواره مع "انفراد" كشف جاستون عن رأيه فى السينما المصرية حاليًا حيث قال إن السينما المصرية تستطيع أن تفرض نفسها بقوة على الساحة العالمية إذا حدد صناعها بالضبط أى سوق وأى جمهور يريدون الوصول إليه، لافتًا إلى أن مصر ليس لديها مشكلات فى وجود الكفاءات أو الكوادر الفنية اللازمة لإنتاج أفلام جيدة فلديها مخرجين ومصورين وفنيين على درجة عالية من الكفاءة، كما أن لديها جمهور محب للسينما ويذهب لمشاهدة الأفلام بدور العرض، ولذلك فهى تستطيع بسهولة إنتاج أفلام جيدة تنافس الأفلام العالمية إذا أراد المنتجون المصريون ذلك، ولكن إذا كان المنتجون فى مصر يفضلون إعلاء الأسلوب التجارى فى أفلامهم لإرضاء الجمهور المحلي، ويقدمون أفلامًا تتمحور حول الأغانى والرقص فقط بصورة أساسية، بدون الاهتمام بالمحتوى الفنى الذى يقدمه أفلامهم فإن لديهم خلط حول مفهوم الفيلم السينمائى وهو الأمر الذى يجعل الفيلم المصرى بعيدًا عن المشاركة فى المهرجانات الدولية الكبرى.
وأكد أن أفلام المخرج يوسف شاهين والمخرج يسرى نصر الله التى شاركت فى العديد من المهرجانات الفنية المهمة خير دليل على أن مصر تستطيع غزو العالم سينمائيا، لافتًا إلى أن صناع السينما الأمريكية يعلمون جيدًا كيفية التنسيق بين الكم والكيف ويفهمون ضرورة إرضاء الذوق العام جنبًا إلى جنب مع ضرورة التواجد والمشاركة فى المهرجانات العالمية ولذلك فهم ينتجون معظم أفلامهم بالمعايير التجارية السائدة ولكنهم فى نفس الوقت ينتجون أفلامًا -حتى وإن كانت قليلة- لا ترضى الذوق العام ولكنها ذات جودة فنية عالية تصلح للمشاركة فى المهرجانات الدولية.
ووجه جاستون نصيحته للجيل الجديد من صناع السينما المصريين قائلا: "عليهم التركيز وتحديد أولوياتهم وأهدافهم من إنتاج الأفلام لأنهم إذا قرروا إنتاج أفلام تسافر خارج حدودهم، وتشارك فى مهرجانات دولية، سيجدون طرقا عديدة لتنفيذ رغبتهم تلك، خاصة أنه من السهل أن ينتجوا أفلامًا ذات جودة فنية مرتفعة تعكس تجاربهم بمصر أو تعبر عن مشكلاتهم وهويتهم".
وأكد أن تكريمه بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يعنى له الكثير من المعانى العميقة، وأنه فى بداية حياته المهنية كان يدرس التاريخ الأفريقى فى فرنسا ولكن هذه الدراسة لم تكن كافية لتعرف جيدًا على الثقافة الأفريقية لأن معظم الكتب التى قام بدراستها تم تحريرها من قبل أوروبيين، ولذلك فهو يرى ضرورة أن يتم كتابة تاريخ أفريقيا من قبل أبنائها حتى لا يكون به تزييف ويكون أكثر شمولاً، ولذلك قرر أن يقدم من خلال أفلامه سينما تعبر عن حقيقة تاريخ أفريقيا، مشيرًا إلى أنه درس تاريخ الاستعمار الأفريقى، وقدم العديد من الأفلام التسجيلية.
بالصور. افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بحضور سفراء ووزراء أفارقة