تظل أغنية "الربيع" كلمات مأمون الشناوى، غناء وألحان الموسيقار الكبير فريد الأطرش، الأغنية الرسمية لأعياد الربيع، من عام 1949 وحتى الآن، وكلما جاء الربيع تبث الإذاعات والمحطات التلفزيونية: "أدى الربيع عاد من تانى والبدر هلت أنواره، وفين حبيبى اللى رمانى من جنة الحب لناره".. ربما يكمن السر فى أداء وموسيقى وعبقرية فريد الذى عبر عن الكلمات بحب وإحساس وشجن، فرغم غناء أم كلثوم للربيع من كلمات أحمد رامى وألحان رياض السنباطى: "غنى الربيع بلسان الطير، رد النسيم بين الأغصان.. والفجر قال يا صباح الخير يا صحبة الورد النعسان".. إلا أن أغنية "الست" لم يكن لها صدى عند الناس، أو على الأقل لم يكتب لها الانتشار مثل "ربيع" فريد الأطرش، الذى كانت ستغنيها الست لكن إصرارها على تغيير بعض كلمات الأغنية حال دون غنائها.
الناقد الفنى طارق الشناوى ذكر فى أحد مقالاته أنه سأل الشاعر الكبير مأمون الشناوى، قائلا: "لو تصورنا أن أم كلثوم غنت الربيع بنفس لحن فريد الأطرش فما هو النجاح الذى من المتوقع أن تحققه بعد أن وصلت للقمة بأداء فريد؟".. يضيف: "أجابنى مأمون الشناوى لا أعتقد أن (الربيع) بصوت أم كلثوم كانت ستحقق نجاحاً أكبر لأنه قد حدث تفاعل سحرى بين صوت فريد وهذا اللحن، وبالطبع أم كلثوم صوت لا يضاهيه ولا يقترب منه صوت آخر، إلا أنك لا تضمن أبداً أن يحدث هذا التوافق السحرى بين موسيقى فريد وصوت أم كلثوم".
سعاد حسنى أيضا غنت "الدنيا ربيع" كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، وحققت نجاحا كبيراً، لكنها أيضا لا تقف على القمة مثل "ربيع" مأمون الشناوى فريد الأطرش، فأغنية السندريلا خفيفة تدعو للبهجة وحب الحياة، وأغنية الأطرش بها الكثير من العمق والإحساس الصادق والشجن الحلو.
فريد الأطرش موسيقار لكل الأزمان، لحن وغنى ومثلّ، ونجم من نجوم زمن ذهب ولن يعود، ربما لم يأخذ حقه مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، لكن لديه ثروة هائلة من الجمهور، وكما يقول طارق الشناوى: "فريد هو الفنان العربى الوحيد الذى لديه أربع جوازات للسفر، سورى ولبنانى ومصرى وسودانى، كل دولة عربية اعتبرته ينتمى إليها، وكان آخرها السودان ومنحه جعفر النميرى رئيس السودان فى مطلع السبعينيات الجنسية السودانية وكانت هى آخر جنسية حصل عليها".