25 عاما مرت على ظهور المسرح المستقل والفرق المستقلة التى بدأ ظهورها عام 1989 فى المهرجان الأول للمسرح الحر، هذا المهرجان الذى كان وجوده بديلاً لإلغاء المهرجان التجريبى أثناء غزو العراق للكويت، وخلال هذه السنوات قدم فنانو المسرح المستقل العديد من الأعمال المسرحية التى يستحق بعضها أن نقف أمامها ونرفع القبعة، ونحن حاليا بصدد الاحتفال مع رواد المسرح المستقل وفنانيه الجدد لأنهم ناضلوا من أجل مسرحهم الذى يحبوه، والذى كان بالنسبة لهم إحدى أدوات وقنوات التغيير وكان المسرح للكثير منهم أيضا أمل لتقديم اطروحات سياسية جريئة.
حان الوقت للاحتفال بالمستقلين الذين أبدعوا فى الصورة وناضلوا فى الفكرة وخرجوا عن التقليدية الأكاديمية التى هجر بسببها الجمهور المسرح، نحتفل معهم بعدما صدر القرار بإنشاء وحدة للمسرح المستقل بقرار وزارى من الوزير الدكتور المثقف الكبير جابر عصفور، ثم تفعيل القرار حاليا فى عهد الوزير الكاتب حلمى النمنم، لتشمل هذه الوحدة كل الضمانات التى تمكن الوحدة من القيام بدورها (حسب القرار الوزارى) كوحدة مختصة بوضع الخطط والسياسات العامة المتعلقة برعاية الدولة للنشاط المسرحى الأهلى، ووضع ضوابط ومعايير وآليات صرف الدعم السنوى المزمع تخصيصه لأنشطة الفرق المسرحية المستقلة ومتابعته.
حان الوقت لنحتفل ونحتفى برواد المسرح المستقل وفرقه التى قدمت خلال أسبوع كامل عرسا مسرحيا توافدت عليه الجماهير وفنانو ونقاد المسرح المصرى بكثافة وإقبال استثنائى فى احتفالية أطلق عليها احتفالية اليوبيل الفضى للمسرح المصرى، وكان الافتتاح بعرض مسرحى شديد التميز وهو "عتب البيوت" للمخرج محمود أبو دومة أحد رواد المسرح المستقل المقبل من الإسكندرية بفرقته، واختتمت الاحتفالية بعرض لفرقة مستقلة رائدة أيضا طالما ألهمت بتجربتها العديد من الفرق وهى فرقة "الورشة" للمخرج حسن الجريتلى، الذى قدم عرضه "لسه هنا".