المخرجة عبير على تعد أحد اهم المخرجات فى تيار المسرح المستقل، وأسست فرقة مسرحية خاصة مع بداية التسعينات وهى فرقة "المسحراتى"، التى تهتم بالبحث الشعبى واستقراء التاريخ من مصادره الشعبية مثل حكايات البيوت المصرية، وتوضح لـ"انفراد" العلاقة الشائكة بين الدولة والمسرح المستقل وعلاقة المسرح المستقل بالحركة النقدية، والفرق بين مسرح الهواة والمستقلين.
فى البداية تقول المخرجة عبير على إن الكثير من المسئولين عن المسرح لا يفرقون بين المسرح المستقل ومسرح الهواة، وهذا خطأ شائع جدا لابد من توضيحه، لأن الفرق كبير فالمسرح المستقل مسرح محترف صاحب مشروع فنى وفكرى.
أما عن علاقة المسرح المستقل بالدولة متمثلة فى وزارة الثقافة تصفها عبير بأنها رحلة مليئة باللقاءات والانقطاعات والدعم والمهاجمة، فى البداية يكون الدعم فى صيغة جوائز للعروض المتميزة وتستخدمها الفرقة كدعم إنتاجى للعروض التالية، وفى أحيان أخرى يكون بصرف مبلغ مالى من وزارة الثقافة لكل فرقة كدعم إنتاجى للعروض، وبالطبع هذا بعيد عما يتمناه المستقلين، وتتساءل هل وزارة الثقافة هى وزارة للثقافة الحكومية وليس الثقافة المصرية بشقيها الحكومى والمدنى، فهذا الفهم الملتبس يؤدى إلى علاقة مرتبكة بالتأكيد، ولكن مؤخرا بعدما صدر قرارا وزارى بإنشاء وحدة دعم للمسرح المستقل نأمل ان تتغير الأمور للأفضل فى تلك العلاقة.
وتضيف عبير: خلال الرحلة التى استمرت 25 عاما سقطت فرق واستمرت أخرى ونمت ثالثة، ودائما ما تكون هناك بوادر لمشروعات وليدة، وتستمر وعود وزير الثقافة بالدعم والتعاون مع المستقلين، فمثلاً فى عام 1999 أصدرت وزارة الثقافة بياناً نشر بالجرائد الرسمية عن تصريح وزير الثقافة فى مؤتمر صحفى علنى باختيار الوزارة لعدد 12 فرقة من إجمالى الفرق العاملة وقتها، والتى تقدمت لوزارة الثقافة بملفاتها للدراسة والبحث عبر لجنة شكلها صندوق التنمية الثقافية آن ذاك، وأكدت الوزارة دعمها لهذه الفرق سنوياً وبشكل ثابت ولم يتحقق من الوعد شىء.. ولم يتبق سوى الصمت والتغييب.
وأوضحت المخرجة: "التقى وزير الثقافة الحالى وأكثر من وزير سابق بمؤسسى الفرق المستقلة أكثر من مرة، وبعد الاتفاق تم وضع تصورات للدعم وعادة ما كان يوافق الوزير ويوقع ونذهب نحن كممثلين للمسرح المستقل إلى صندوق التنمية الثقافية، وبعدها يتوقف كل شىء ويتحول إلى الصمت التام مرة بحجة أننا لسنا مؤسسات قانونية يمكن أن يحال إليها دعم من الدولة، ومرة أخرى بالتحايل على الأمر والقيام بشراء ليلتى عرض من كل فرقة، وذلك فى أثناء تولى المخرج هانى مطاوع لرئاسة البيت الفنى للمسرح".
وهنا تطرح عدة أسئلة نفسها على الأذهان إذا كانت المؤسسة الرسمية مقتنعة بضرورة، وأهمية واحتياج المجتمع للكيانات المدنية، ومنها كيان الفنون المستقلة والمسرح المستقل، وإذا كانت وزارة الثقافة قد وافقت فى أكثر من مرة على المشاريع المقدمة لأكثر من آلية لصياغة العلاقة مع المسرح المستقل، وإذا كان مركز الهناجر للفنون التابع لوزارة الثقافة قام بدور بارز فى دعم وتطوير الفنون المستقلة فمن المسئول عن التغييب وعدم تنفيذ وتفعيل تلك المشروعات هل هم مافيا أرباع المثقفين والموظفين؟