لا يزال هناك خلط كبير فى مفهوم المسرح المستقل وإشكالية كبيرة فى نظر البعض من مسئولى الثقافة بالدولة للمسرح المستقل، البعض يقول إنه طالما مسرح مستقل فما الداعى لمطالبة رواده والعاملون فيه الدولة بالحصول على دعم أيا كان شكله؟.. فى الوقت الذى يرى فنانو المسرح المستقل ورواده أن الاستقلال متمثل فى التحرر من التقليدية فى طرح الأفكار وطرق الإنتاج لا يزال المفهوم يحمل الكثير من القيل والقال، ولذلك كان لزاما علينا تحديد المفهوم الصحيح للاستقلال من قبل المستقلين أنفسهم.
تكشف الناقدة رشا عبد المنعم لـ"انفراد" أن هناك تعريفات كثيرة جدا ومتعددة للمسرح المستقل، لكن الأقرب لها ثلاثة تعريفات جميعها تتكامل لتصنع تعريفا شاملا، وهى أن المسرح المستقل صيغة إنتاجية إذا توافرت فيها شروط الخبرة والاستمرار ووضوح معالم المشروع الفنى تعد محترفة، وإن لم تتوافر فهى فرق هاوية ما زالت تتلمس طريقها. وفى تعريف آخر "المسرح المستقل هى حركة يجب أن تكون على يسار السلطة دائما، وبالتالى الفرقة المستقلة هى الفرقة التى تمتلك أدواتها بما يؤهلها للضلوع بدورها فى المقاومة.
وفى تعريف آخر، فإن حركة المسرح المستقل جزأ من حركة الثقافة، وبالتالى يجب أن تحصل على حقها من دعم الدولة دون أن يصبح هذا الحق مدخلا للتدخل فى رؤى هذه الفرق، حسب مقولة حازم شحاتة الشهيرة فرق حرة + دعم، وآخر التعريفات كان تعريفا متعلقا بكون المسرح المستقل كيانات مسرحية مدنية محترفة صاحبة مشروع فكرى وفنى ينمو ويتطور، حيث تعتبر الاستمرارية والنمو عصب الاحتراف وهى مختلفة من حيث الهدف والطبيعة عن مسرح القطاع الخاص، فهى ليست هادفة للربح فالمقام الأول، وإن تقاطعت معه فى أنه غير تابع للمؤسسة الرسمية وهو يختلف عن مسرح الدولة فى آليات الإنتاج فنياً وإدارياً.