يحصد المخرج السينمائى محمود سليمان جوائز عديدة بفيلمه المهم "أبدا لم نكن أطفالا". فخلال الأسبوع الأخير فقط شارك فى مهرجانى "تطوان وميلانو" فحصد فى الأول جائزة أفضل عمل أول، وفى الثانى الجائزة الكبرى مناصفة مع الفيلم الجزائرى "مدام كوراج" للمخرج مرزاق علواش، ومن قبل فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم تسجيلى طويل وأفضل مخرج فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، ومنذ شهر حصد أيضا جائزة أفضل فيلم تسجيلى طويل بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ليصل بذلك رصيد الفيلم من الجوائز لـ5 جوائز فى أربعة مهرجانات دولية.
رغم هذه الجوائز التى حصدها الفيلم إلا أنه لم يشارك فى مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، وخارج أى قسم من أقسام المهرجان، ولم يحاول المركز القومى للسينما أن يشركه بالمهرجان. والمفارقة أن الفيلم من إنتاج المركز الذى ينظم المهرجان، فهذا الأمر حقا غريب، فكيف لا يشارك أفضل فيلم تسجيلى مصرى فى الآونة الأخيرة والحاصد لكل الجوائز فى كل المهرجانات التى يشارك فيها فى أهم مهرجان مصرى عن السينما التسجيلية والروائية القصيرة، وهو مهرجان الإسماعيلية؟.. وقد وجهنا هذا السؤال لرئيس المركز القومى للسينما ورئيس مهرجان الإسماعيلية أحمد عواض، ووجهناه أيضا للمدير الفنى للمهرجان الناقد محمد عاطف المسئول عن وضع البرامج واختيار الأفلام، فكانت الإجابة بسيطة جدا وهى أن المخرج محمود سليمان لم يتقدم لإدارة المهرجان بطلب المشاركة.
فيلم "أبدا لم نكن أطفالا" للمخرج محمود سليمان يشكل حالة خاصة فى تاريخ السينما المصرية. فالمخرج ظل لمدة تجاوزت الخمس سنوات يصور الفيلم ملاحظته ورصده لحياة أسرة مصرية من خلال سيدة تحاول أن تنفق بمفردها على أبنائها الأربعة، خاصة بعد طلاقها من زوجها الذى لا يشارك فى الإنفاق على الأبناء، فتواجه هذه السيدة العديد من التحديات بسبب تغير كل الأحوال من حولها. فالفيلم يبدأ من ربيع 2011 ويستمر على امتداد سنوات الثورة مرورا بـ23 مايو 2012 التى شهدت أول انتخابات رئاسية فى مصر بعد ثورة يناير، و30 يونيو 2012 موعد تنصيب مرسى كأول رئيس لمصر بعد الثورة، ثم 30 يونيو من العام التالى وتعطيل العمل بالدستور الذى استقبل بالتهليل الشعبى، وصولاً إلى انتخاب السيسى رئيسا للبلاد، وحكم 29 نوفمبر 2014 إذ تم إسقاط تُهم قتل المتظاهرين، والذى تسبب - إلى جانب أشياء أخرى عديدة - فى حالة من الإحباط وفقدان الأمل فى التغيير لدى تلك الأسرة المصرية. فالفيلم يتناول "كل الذين ضاعت أحلامهم ولم يكن لهم ذنب".