من العبث عقد مقارنة بين زمن محمد فؤاد وإيهاب توفيق وحميد الشاعرى ومحمد محيى، وجيل محمد حماقى وتامر عاشور ورامى صبرى، فهناك كثيرون لا يحفظون شيئا من أغانى تامر عاشور ولا رامى صبرى وأشباهه، وما زال الجمهور يحن لصوت فؤاد وهو يغنى "حبيبى يا"، و"لو عايز تفتكرنى غمض عينك دقيقة.. رجع شريط حياتك قلب فى ذكرياتك" و"الحب الحقيقى بيعيش يا حبيبى" "أنا لو حبيبك ما كنتش يوم تسيبنى.. تجرح قلبى أنا.. تقسى علىّ أنا"، ولإيهاب توفيق "يا قلبى يا طيب مالهمش فى الطيب" و"تترجى فيا تبكى عليا"، ولمحمد محيى "أعاتبك على إيه ولا إيه ولا إيه و"صورة ودمعة وكام ذكرى"، وبالطبع لن يتذكر الجمهور من أغانى حماقى شيئا سوى أغنية "واحدة واحدة" (الله بقى اللخبطة دى ليه) لكى يرقصون عليها، باستثناء ما يطلق عليهم ألتراس فهؤلاء المجموعات وهبت نفسها لأغنياته.
من يتذكر أغانى محمد فؤاد وجيله يذهب به الحنين لهذا الزمن ويتمنى لو يعود، فالجيل الذى يتصدر المشهد الغنائى الآن، لم يؤثر عاطفيا فى الجمهور، ولم نعرف الحب على موسيقاهم الصاخبة ولا كلمات أغانيهم التى أغلبها بلا معنى.. بل بكى كثيرون من أغانى محمد فؤاد ومحمد محيى.
هل ضيع هذا الجيل عمره؟.. هل الموهبة وحدها لا تكفى للحفاظ على النجومية؟.. هل سقطوا فى نهر الزمن بلا رجعة؟، الإجابة تكمن عندهم والمسئولية يتحملها كل مطرب منهم، خصوصا أن الجميع أصبح مؤمنا بعدم عودتهم للساحة، ربما نسى محمد فؤاد أن أغنيته "الحب الحقيقى" حققت نجاحا ضعف أضعاف أغنية تحمل نفس الاسم تغنت بها النجمة شادية، كذلك أغنيته "أودعك آخر وداع" نجحت أكثر من أغنية وردة الجزائرية "بودعك" ألحان بليغ حمدى، قد لا يتذكر الجمهور كلمات أغنية وردة، لكن يحفظ كلمات أغنية محمد فؤاد "بودعك آخر وداع آخر وداع يا عمرى ضاع.. حكم السنين عليا وعليك انكتب مين السبب مايهمنيش مين السبب".
الموسيقار حلمى بكر يعتبر هذه الأجيال مخلفات كالتى تظهر عقب النكسات، ويؤكد أنهم لا يعرفون فن التذوق لذلك لم يستمروا، وشدد على أنهم "تقليعة" وانتهت ولن تعود أبدا، وضاع زمن النجم، ويدلل حلمى بكر على كلامه بأن هذا الجيل لم يعد فى ذاكرة الأجيال الجديدة، وما يبقى فى الذاكرة للأبد سيد درويش ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش ومحرم فؤاد ومحمد قنديل وفايزة أحمد ووردة ونجاة وصباح وشادية.. فهل يفعلها محمد فؤاد ورفاقه ويتصدرون المشهد الغنائى من جديد؟ ربما!.