مثلما كانت جنازة النجم الراحل عمر الشريف متواضعة ولا تليق بحجمه وقيمته، جاء الفيلم التسجيلى الذى قدمه المخرج هانى أبو الحسن تحت عنوان فرعون السنيما المصرية عمر الشريف بمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة ضمن برنامج رموز مصرية، متواضع أيضًا ولا يليق بقيمة ذلك النجم.
العمل يرصد حياة النجم الكبير من خلال شهادات المقربين منه مثل الدكتور زاهى حواس والنجم حسين فهمى والمخرج هانى لاشين وعبد العزيز الشافعى لاعب البريدج والفنان سامح الصريطى، كما يكشف عن أسرار ربما لا يعرفها الكثيرون عن حياة عمر الشريف منها أن فاتن حمامة كانت تطلب من المنتجين تشغيل عمر وخصم أجره من أجرها ومحاولة الشريف التغلب على الزهايمر من خلال احتفاظه بصورته وهو طفل بالمحفظة والتى كان يخرجها كل فترة حتى لا ينسى ملامحه وغيرها من الأسرار التى تعد شيئا إيجابيا بالعمل، لكن مخرج الفيلم أبو الحسن وقع فى العديد من الأخطاء التى أفقدت الفيلم الكثير، ومنها عدم الإشارة بتعريف الضيف الذى يتحدث عن عمر الشريف فإذا كان هناك شخص لا يعرف شكل المخرج هانى لاشين أو عبد العزيز الشافعى لاعب البريدج فلن يعرف المشاهد من هو الشخص الذى يتحدث عن عمر وما هى درجة قربه منه من الأساس.
إضافة إلى ذلك أن الجو العام للعمل لا يسير على نفس النهج ولا يوجد ربط صحيح بين الضيوف على مستوى الصورة، فكل ضيف من ضيوف الفيلم كان له جو تصوير مختلف فالمخرج هانى لاشين كان يتحدث عن عمر الشريف وهو جالس فى إحدى الحدائق أما زاهى حواس فكان يدلى بشهادته فى حق الشريف من مكتبه، بينما حسين فهمى كان يجلس بالقرب من حمام سباحة، فيما ظهر سامح الصريطى وفى خلفيته نهر النيل أو ربما إحدى البحيرات وهو أمر غير مريح للعين ويشتت المشاهد.
من الأخطاء التى وقع فيها المخرج أيضًا هو مونتاج الفيلم والتقطيع بين الكادر والآخر وكيفية استخدام المخرج لصور وفيديوهات عمر الشريف والذى جاء وضعها فى أغلب الأحيان بغير محله وكأنه شيء مقحم على الفيلم.
ربما الدافع وراء تقديم المخرج هانى أبو الحسن لفيلم عن عمر الشريف هو هدف نبيل لكن النتيجة التى خرج بها العمل ليست نتيجة مرضية ولا تليق بفنان عالمى قدم عددا كبيرا من الأفلام رفع بها اسم مصر فى العالم أجمع، ومن الممكن أن يعود هذا الضعف الفنى إلى قلة الإمكانيات وتقديم العمل بالجهود الذاتية حيث تكلف الفيلم ٥ آلاف جنيه فقط ولكن هذا لا يشفع لصناعه فكان من الأولى إلا يخرج هذا العمل إلى النور أفضل من أن يخرج بهذا الشكل المتواضع.