لا تقتنع غادة عبد الرازق أنها ليست نجمة شباك، بل تصر كل الإصرار على المنافسة رغم ضعف موقفها السينمائى.. لم تأخذ عبرة من أفلامها الأخيرة التى لم تحقق ربحًا (ركلام 2012، جرسونيرة 2013)، وراحت تبحث عن فرصة أخيرة فى فيلمها المعروض حاليًا "اللى اختشوا ماتوا" -كانت الفنانة قد صورت مسلسلا بنفس الاسم عام 2006- لكنه لم يحقق انتشارًا أيضًا مثل الفيلم.
داخل السينما جلس 20 فردًا يتابعون "اللى اختشوا ماتوا" وامرأتان عجوزتان تخطيا سن الـ60، وفى منتصف الشريط السينمائى هرب الفتيات والشبان وبقى العجوزتان وأنا.. ومع مرور الأحداث أخذت كل عجوز جنبًا عن الأخرى وبدأت كل واحدة تلعب فى هاتفها المحمول، تاركة صخب الفيلم الذى يبدو وكأنه لا فيلم (لا معنى، لا تمثيل، لا إحساس، لا قصة، ولا حكاية)، الافتعال أكثر من الانفعال.. لا تخرج منه برسالة أو هدف أو غاية أو حتى ضحكة أو دمعة.
غادة تتساقط سينمائيًا وهى لا تدرى ذلك.. بإصرارها على البقاء فى شباك التذاكر، -لم تتعلم من تجربة النجم يحيى الفخرانى عندما تخلى عن السينما قبل 16 عامًا واتجه للدراما فقط ليحافظ على نجاحه- هى لم تدرك لعبة السوق السينمائى حتى الآن ولن تدركها خصوصا فى هذا الوقت.. أجيال تسلم أجيالا.. الجمهور يفضّل الفيلم الكوميدى.. الذوق الجماهيرى تغير كثيرًا عن الماضى.. حتى الشهرة عندما عرفت غادة عبد الرازق عرفتها من بوابة الدراما وليست السينما، وعندما انطلقت كبطلة كانت من الدراما، تقريبًا فى عام 2008 بمسلسل "قانون المراغى" مع خالد الصاوى، نجح العمل وصعدت غادة ليصبح لها اسمًا فى سوق الدراما.. بعدها قدمت "الباطنية" مع العمدة صلاح السعدنى، ولمعت، ثم كان مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" الذى حلق بها مع نجمات الصف الأول دراميًا.
وعقب الثورة قدمت غادة تجارب درامية مختلفة (سمارة، مع سبق الإصرار، حكاية حياة، السيدة الأولى، الكابوس).. بعضها نجح وبعضها أخفق، لكن حافظت غادة على كونها نجمة مهمة فى السوق الدرامى تحمل عمل بمفردها.
غادة.. لن تكون نجمة سينما، الواقع يقول هذا، وعليها أن تحافظ على نفسها دراميا، خصوصًا بعد اهتزازها فى السنوات الأخيرة.. بقى أن أوجه رسالة لـ عزيزتى غادة: "تشبثِ بمستواك دراميا قبل أن يضيع، فلن تكونى أبداً نبيلة عبيد أو نادية الجندى".