دائما ما يعتقد الجميع أن تحويل قصة فيلم إلى مسلسل هو إفلاس فنى، وأن اقتباس قصة مسلسل عربى من أجنبى هو فقر إبداعى، وأن تقديم جزء جديد من مسلسل قديم هو انتهازية ومحاولة لاستغلال نجاح الأجزاء السابقة، الحكم السريع على هذه النوعية من الأعمال الفنية لا يكون فى الغالب دقيقا، فأهم من أن نهتم بمصدر قصة الفيلم أو نوجه اتهاما لصناع عمل فنى بأنهم مفلسون أو انتهازيون أو يفتقرون الإبداع هو انتظار عرضه والحكم عليه بالقيم الفنية والجمالية، وهو ما يأمل صناع مسلسل "الكيف" بطولة باسم سمرة وأحمد رزق أن يفعله الجمهور فى رمضان المقبل.
وقام المؤلف أحمد أبو زيد بإجراء 4 تغييرات أساسية فى مسلسل "الكيف،" أولها هو أن يُكسب المسلسل الطابع العصرى فلا يستطيع أن يقدم عملا فى 2016 يحمل نفس أجواء الثمانينيات التى تم تقديم الفيلم بها، لذلك فقرر أن يفسح مجالا أكبر لانتقاد الأغانى الهابطة بمفهومها الحديث الذى لا يفتقر فقط إلى الكلمات العميقة والألحان العذبة والصوت الجميل بل يفتقد لكل العناصر الجمالية، وقام باستبدالها بأغانى المهرجانات ذات الإيقاع السريع والمزعج والكلمات السوقية والألحان المسروقة المنتشرة حاليا.
ثانيا: قام بإلغاء أغنية "الكيمى كيمى كا" الشهيرة من المسلسل فى خطوة جريئة لأنها تمثل أحد الأعمدة الأساسية فى نجاح الفيلم، وذلك لإثبات أن المسلسل يختلف عن الفيلم ولن يكون "نحتا" له.
ثالثا: أن شخصية "صلاح" التى جسدها فى الفيلم الفنان يحيى الفخرانى والتى أصبحت مدمنة بعد أن رفض الانصياع لرغبة تاجر المخدرات الكبير فى تصنيع المواد المخدرة، سيختلف الخط الدرامى لها فى المسلسل وسيكون ابنه هو الذى سيقبل على إدمان المخدرات وليس هو، وإدمان ابنه هو الذى سيدفعه للإبلاغ عن تاجر المخدرات فى النهاية ويكون مصيره السجن.
رابعا: فى الوقت الذى لم يغنِ فيه محمود عبد العزيز الذى قدم شخصية "مزاجنجى" سوى أغنية "الكيمى كيمى كا" فى الفيلم، يقدم باسم سمرة الذى يجسد نفس الشخصية فى المسلسل 5 أغنيات شعبية.