فى كل مرة أتوجه فيها إلى غرفة هانى شاكر بعد انتهاء حفله سواء بدار الأوبرا المصرية أو بغيرها من المسارح، أجد باب شاكر مفتوحا للجميع، خاصة لجمهوره الذى يتسلل فى نهاية كل حفل، يلقى عليه التحية، ويلتقط معه صورا للذكرى، الكواليس ربما التقطها من قبل عشرات المرات فى حفلات سابقة.
أتعجب كثيرا من سعة صدر هانى شاكر فى التعامل مع جمهوره الذى يقف وسطهم بالكواليس يراضى كلا منهم ويلبى طلباتهم، ورغم إرهاقه بعد أى حفل يقف فيه يغنى بالساعات، إلا أنه لا يتركهم إلا بعد تلبية رغباتهم، حتى الجمهور المتطلب منهم والذى لا يكتفى بإلقاء التحية عليه أو التقاط صورة.
أتذكر يوم أن توجهت لحضور حفل أمير الغناء العربى بجامعة القاهرة حملت معى فى طريقى عددا من التساؤلات.. منها كيف سيتعامل هانى شاكر مع شباب الجامعة على المسرح؟ هل سيستطيع شاكر إشعال حماس هذا الجمهور من الشباب المتشبع أغلبه بأغانى المهرجانات من نوعية "هاتى بوسة يا بت" مثلما يشعل حماس جمهوره من السميعة "التقال" بدار الأوبرا وغيرها من المسارح أو بالمهرجانات العربية وبالمغرب العربى، ممن يعشقون ويقدرون قيمة وحجم هانى شاكر؟ هل من بين هؤلاء الشباب من يحمل بداخله أغانى هانى شاكر ويرددها؟ كل تلك التساؤلات لم يكن لها إجابة لدىّ إلا أن وقفت أمام مدخل القاهرة فى مشهد مهيب، عربات أمن مركزى.. عساكر تؤمن البوابات، زحام شديد وتدافع إلى أن وصلت إلى مدخل المسرح، شباب وبنات يتزاحمون على المدخل بعضهم فقد "أحذيتهم" وتناثرت أمام المدخل فى مقابل الوصول لحفل هانى حتى ولو حفاة، ولكن المشهد الأكثر مهيبا هو حجم الجماهيرية الضخمة التى لمستها داخل المسرح من طلبة الجامعة، شباب وبنات يتغنون بأغنيات هانى شاكر التى ربما غناها لأول مرة قبل ميلادهم، أوراق بيضاء تكتب فيها الفتيات أغانى معينة ليشدو بها شاكر على المسرح، صيحات ترج أركان المسرح.. شباب يرددون وراءه كلمات الأغنيات كلمة كلمة وحرف حرف فى مشهد أعادنا إلى زمن "الهتيفة"، حيث كان يهتف فيه الجمهور لكوكب الشرق أم كلثوم وللعندليب عبد الحليم حافظ، وحاليا للمطرب هانى شاكر الامتداد الطبيعى لرواد زمن الفن الجميل، وهو النجم الذى لقبه جمهوره بأمير الغناء العربى، ويهتفون له فى كل حفلاته "بنحبك ياهانى"، ليرد شاكر: "يا حبيايب قلبى بحبكوا كلكوا"، وهو النموذج الذى يجب أن يحتذى النجوم الشباب به ويتعلمون منه "إتيكيت " التعامل مع الجمهور فى الكواليس قبل المسرح وتحت الأضواء.