يكاد يكون مهرجان المسرح العربى، الذى تنظمه "الجمعية المصرية لهواة المسرح" وأسسه الدكتور المخرج الفنان عمرو دوارة، هو العرس الثقافى الوحيد بمصر الذى يحفظ ماء وجهنا كمسرحيين بعد توقف مهرجان المسرح التجريبى، فالمهرجان يعمل بانتظام منذ عام 2001 وبإمكانيات بسيطة ومتواضعة وبفضل طاقات شابة وأصبح جاذبا لأهم وأكبر الفرق المسرحية العربية وكبار المسرحيين بالوطن العربى.
أهم ما يميز المهرجان أنه بخلاف دعمه لأواصر التعاون الثقافى مع مختلف الأشقاء العرب يؤكد عاما بعد عام على دعمه لشباب هواة المسرح وإلقائه الضوء على بعض الوجوه الجديدة فى مختلف مفردات العرض المسرحى، مما جعله يعد بصدق من أهم التظاهرات الفنية السنوية التى تحقق تواجدا فاعلا على الساحتين المحلية والعربية وها هى انطلقت دورة جديدة ترفع شعار "المسرح العربى.. حفاظا على الهوية ودفاعا عن الغد" بمشاركة 11 فرقة عربية و11 فرقة مصرية بخلاف ندواته ومطبوعاته وتكريمه للرواد.
لقد أصبح "مهرجان المسرح العربى" احتفالية سنوية ينتظرها كل عشاق الفن المسرحى بجميع أرجاء الوطن العربى، فالمهرجان بشهادة عدد كبير من المسرحيين العرب أقابلهم فى أكثر من مهرجان مسرحى الذى أصبح جزءا هاما وحيويا من أجزاء الخريطة المسرحية العربية، وقد دفع نجاحه المستمر على مداد الدورات الأثنى عشر السابقة كبار المسرحيين للمشاركة بفعالياته كما دفع أيضا وزارة الثقافة إلى رعايته ودعمه.
"مهرجان المسرح العربى" هو المهرجان الدولى الوحيد، الذى استمرت دوراته بانتظام منذ اطلقت "الجمعية المصرية لهواة المسرح" دورته الأولى مع بداية الألفية الجديدة، ومع توقف دورات مهرجان "القاهرة الدولى للمسرح التجريبى" عام 2010 أصبح "مهرجان المسرح العربى" وهو النافذة الوحيدة على الإبداعات المسرحية العربية، وقد استطاعت اللجنة المنظمة له تحقيق كثير من الانجازات الفعلية غير المسبوقة خلال دوراتها المتتالية، ومن بينها نجاحها فى استضافة كبرى الفرق المسرحية العربية، وتكريم عددا كبيرا من رواد ورموز المسرح العربى، ويكفى أن عددا كبيرا من كبار المسرحيين قد تعاقبوا على رئاسة لجنة التحكيم العربية ومن بينهم على سبيل المثال كل من الفنانين: حمدى غيث، محمود الألفى، محمود الحدينى، محفوظ عبد الرحمن، د.هانى مطاوع، أشرف عبد الغفور، جلال الشرقاوى، أحمد عبد الحليم، د.كمال عيد، محمود ياسين، فهمى الخولى، محمد أبو العلا السلامونى، عزت العلايلى، عبد الرحمن الشافعى، كما تولى رئاسته الفخرية نخبة من كبار النجوم وفى مقدمتهم: سميحة أيوب ومحمد صبحى ويحيى الفخرانى.
أخبرنى الدكتور عمرو دوارة، أنه اختار عنوانين لندوتين على هامش فعاليات المهرجان هما "المسرح العربى بين المشرق والمغرب" ويتم من خلالها تكريم وتأبين المسرحيين القديرين فؤاد الشطى من الكويت وأبو الطيب الصديقى من المغرب، وهى لافتة طيبة منه ويناقش المهرجان عنوانا آخر هو "مسارح الهواة ودعم ورعاية الدولة" وهى قضية أيضا جديرة بالمناقشة.