الأغنية المغربية انقرضت ونفتقد فى الوطن العربى مهارات صناعة النجم واليوتيوب ليس مقياسا حقيقيا للنجاح
أنتظر دوما ألبومات سميرة سعيد وأنغام وأصالة ليقينى بتقديمهن كل ما هو جديد ومختلف
أتعايش مع أغنياتى بكل مشاعرى ولكن لن أترك الفرصة لمن يجرحنى فى الحياة
"مبحبش" أسمع أغنياتى وأفضل سماع الأغنيات الأجنبية لأنهم متفوقين فى كل شىء
تحمل أغنيات المطربة جنات طابعا خاصا، حيث جمعت بين اللونين الطربى والشبابى فى نفس الوقت، وأصبحت أيقونة الرومانسية لدى العديد من المراهقين وأغنياتها يسمعها كل حبيبين، حتى فى الصدمات يلجأون لألبوماتها، عمرها لا يزال صغيرا، ولكنها تمتلك رصيدا كبيرا من الألبومات والأغنيات الراسخة فى الأذهان.
المطربة جنات تعيش حاليا حالة من السعادة والنشاط الفنى، بعد طرح ألبومها الجديد «بنفس الكلام»، حيث تمردت فى الألبوم على الطابع الرومانسى الذى اشتهرت به وقدمت أشكالا أكثر تنوعا واختلافا.
«انفراد» احتفت بجنات وألبومها «بنفس الكلام» فى ندوة ناقشت معها ردود الأفعال، وكواليس الألبوم، واختياراتها المتنوعة، وآخر أخبار حفلاتها الغنائية.
لماذا حرصت على طرح ألبوم «بنفس الكلام» فى أعياد الربيع؟
- طرح ألبوماتى فى أعياد الربيع ليس جديدا علىّ، فألبوم «حب امتلاك» و«حب جامد» طرحتهما فى نفس الموسم أيضا، ولكن هذه المرة تأخرت بعض الشىء عن الموعد المحدد من البداية، فكان مفترضا أن يطرح «بنفس الكلام» فى رأس السنة، وتم التأجيل إلى «عيد الحب»، إلى أن طُرح فى شم النسيم، وأنا حقيقة أشعر براحة وأتفاءل بهذا التوقيت.
لماذا اخترت 10 أغنيات فى الألبوم؟
- دائما ما أسجل عددا كبيرا من الأغنيات، وفى ألبوم «بنفس الكلام» كان هناك 15 أغنية أحببتها جميعاً، ولم يكن لدى أى مشكلة فى الاختيارات، ولكن الأولوية كانت للأغنيات الجديدة والمختلفة، سواء على مستوى الموسيقى أو الكلمات، لأنى لا أريد وضع نفسى فى قالب معين، فقد نجحت فى الرومانسى والدراما، إلا أن هناك ألوانا أخرى لم أجربها وظهر ذلك فى أغنيات «عاوزة أقرب»، و«بنفس الكلام»، خاصة «مش رجولة» لما بها من جرأة فى الكلمات، وطريقة الأداء، وفضلت التجديد حتى لا يمل المستمعين منى، وبالتالى جاء الألبوم جريئا ومختلفا.
ولماذا لم نر دعاية كافية للألبوم مثلما يحدث مع نجوم روتانا؟
- الدعاية تحتاج أموالا وميزانيات كبيرة، والبلد تمر بأزمة فى صناعة الموسيقى، ومن الممكن أن تكون الدعاية فى «حب جامد» أكثر من «بنفس الكلام»، إلا أن الظروف اختلفت الآن، كما أننى لست الفنانة التى توجد بدعاية مبهرة أو كليبات متعددة منذ أول ألبوماتى «اللى بينى وبينك»، ولا أتذكر أن شاهدت «بوستر» أو صورا لى فى الشوارع، ورغم ذلك أغنياتى كانت تصل إلى الجمهور، لأنى عوّدته من البداية أن من يريدنى عليه البحث عنى، فأنا أبحث عن جودة فى الأغنيات الموجودة فى ألبوماتى التى تكون ميزانيتها مفتوحة دائماً، لصالح الألبوم، وجودة الأغنيات وحقيقة لم يناقشنى أحد من روتانا فى الميزانية.
وهل لمواقع التواصل الاجتماعى دور فى عمل دعاية للألبوم؟
- فى الحقيقة مواقع التواصل الاجتماعى وفرت على المطربين وشركات الإنتاج الكثير، خاصة أن مستخدميها بالملايين، ولكن فى نفس الوقت لها سلبيات وخصوصا الضرر المادى الذى يقع على المنتج بعد طرح الألبومات على مواقع التواصل، وهو بالتأكيد ما يؤثر على مبيعاته.
ماذا عن ردود الأفعال حول أغنيات الألبوم فى مصر والمغرب والخليج؟
- كل جمهور له لون معين من الأغانى، فالمصرى يفضل الرومانسى والدرامى، وأكثر الأغنيات التى نجحت فى مصر من الألبوم هى «مش رجولة»، و«ما تتكلمش» وأيضاً «خدت قرار»، أما فى المغرب فلا يحبون الأغنيات الدرامية، فهم يفضلون النوعية القريبة من «الراى»، حيث نجحت هناك أغنيات «عاوز أقرب»، وسابقاً «حبيبى على نياته»، وفى الخليج نجحت أغنية «آخر أحزانى».
هل تتدخلين فى اختيار كلمات الأغنيات؟
- أتذكر أن هناك أغنية بعنوان «اسال مجرب» طلبت إعادة كتابتها من جديد، لا أوافق على أغنية مهما كانت ثقتى بكاتبها، فمثلا الشاعر نادر عبدالله أكثر من عملت معه، وهو موهوب جداً، ولكن هذا ليس كافيا لأحصل منه على أغنية كما هى، وأعترف بأن الشعراء والملحنين يعانون كثيراً معى، والدليل عملى مع وجوه جديدة، وأعتقد أن الأغانى رزق، فمن الممكن أن تأتى لى أغنية جيدة فى الكلمات واللحن وأغنيها دون عناء وتخرج بصورة جيدة جداً، وأغنية أخرى أجدها فى البداية جميلة جدا،ً ولكن عند تنفيذها «نعدل فيها وفى النهاية تتركن ولا نستخدمها».
ما مدى إحساسك بالتطورات والنقلات التى مررت بها فى مشوارك؟
حقيقة هذا كان حلمى منذ الصغر، فكنت أغنى أغنيات قديمة دون أن أكون سعيدة لأنها لا تمثلنى، وليس معنى أن أى شخص صوته جيد فى الأغنيات القديمة، ويدخل كل مسابقة يفوز بها يكون مؤهلا أن يصبح مطربا، وذلك سبب لى قلقا فى حياتى، وكنت خائفة ولا أعرف كيف أبدأ، وكانت البداية مع ألبوم «اللى بينى وبينك»، الذى قدمت فيه 15 أغنية، وكل من عملت معهم فى الاستديو سعدوا جدا بالأغانى، وبعدها تعلمت توظيف إمكانياتى على حسب الأغنية التى تحكمنى فى كيفية غنائها وليس العكس، إلى أن جاءت أغنية «بحبك» التى غيرت شكل ومسار الغناء لى، وأيقنت أن هذا الشكل خاص بى بمفردى، ولم يغنه أحد قبلى فاطمأننت.
دائماً ما يشعر الجمهور بصدق مشاعرك فى الغناء وكأنك مررت بتجربة مشابهة لموضوعات الأغانى، فهل تحمل أغنياتك شيئا من الحقيقة؟
- أولاً لأنى أعيش حالة الأغنية، خاصة التى بها موضوع درامى حزين، وأشعر وكأنى مجروحة، وليس عن تجربة شخصية، لأنى لم أترك الفرصة لأى شخص ما أن يجرحنى ولا سأعطى هذه الفرصة لأحد فى المستقبل، ولكن وقت الغناء أشعر وكأنى مجروحة بالفعل، فالغناء إحساس وهذا رزق من عند الله.
ما أكثر الأغنيات التى تحبين غناءها؟
- لن أكون كاذبة إذا قلت إن كل أغنياتى أحبها، فلا توجد أغنية وضعتها فى ألبوم إلا إذا رأيتها أفضل أغنية فى الدنيا، فأكثر ما يضايقنى فى هذه المهنة كلمة «حشو»، فهناك شعراء وملحنون يستخدمون هذه الكلمة دائماً، عندما يكون الألبوم به أكثر من أغنية جيدة، ويفكرون فى إضافة عدد من الأغنيات من أجل الحشو فقط، فأنا لا أبحث عن الأغنيات الجيدة، وإنما التى تهز الناس وتعيش معهم، أما بالنسبة لترديد أغنياتى فهذا لا يحدث إطلاقاً، لأنى «مبحبش» أسمع أغنياتى، ولذلك لا تجد أغنية من أغنياتى على موبايلى أو فى سيارتى، وعندما أحب الغناء مع نفسى أفضل الأغنيات الأجنبية، فهم متفوقون علينا فى كل شىء.
كيف ترين طرح ألبومات جديدة فى ظل كساد السوق الغنائى والقرصنة؟
- المطربون ليس لديهم أى خيارات سوى الغناء، وأنا مطربة لا أصلح للعمل فى مهنة أخرى أو حتى العمل بشهادتى أو بعمل خاص، ولذلك ما زلت أعمل فى الغناء، ومن يستحق الشكر بالفعل هى شركات الإنتاج بالوقوف جانبهم بالدعم الأدبى والتكريمات، لأن ذلك يفرق معهم جدا وحالياً نحاول الحفاظ على ما تبقى من منتجين، لأن أى مطرب لو قرر الإنتاج بمفرده لن يكون بنفس القدر من الوعى، شركات الإنتاج تعتبر مؤسسة لها خبرة وباع فى المجال، وأقول إن شركات الإنتاج المستمرة فى الإنتاج هم أبطال.
من هو المطرب الذى تنتظر طرح ألبومه؟
- سميرة سعيد، لأننى على ثقة كاملة بتقديمها أغنيات متنوعة وجديدة وغير تقليدية، أيضاً أتوقع دائماً ألبومات جيدة من أصالة وأنغام، وأنتظر ألبوم محمد حماقى، الذى يقدم أشكالا موسيقية متجددة باستمرار، وأشعر بطبيعة مختلفة فى ألبوماته، وأيضاً تامر حسنى من المطربين الذين أنتظر ألبوماتهم.
ما رأيك فى التطورات التى طرأت على الأغنية المغربية؟
- أرى أن هناك طفرة كبيرة حدثت خلال الفترة الماضية، رغم وجود مواهب من شعراء وملحنين منذ فترة، ولكن لم يكن هناك صناعة النجم وذلك على مر التاريخ، وفى الوقت الذى ظهرت فيه بالمغرب كنت صغيرة جداً فى سن 6 سنوات، وكانت الأغنية المغربية تمر بأسوأ مراحلها من ناحية الإنتاج، والكل يفكر بطريقة لماذا أعمل فى الفن ما دمت لن أجد من ورائه مكسبا ماديا، وتجد الكثيرين يذهبون للعمل فى مجالات أخرى، وبالتالى انقرضت الأغنية المغربية، لكن الانتعاشة التى حدثت بسبب الانفتاح التكنولوجى والإنترنت جعلت أى شخص يستطيع عمل أغنية ويطرحها على اليوتيوب وتحقق النجاح، ولكن صناعة النجم ظلت مفقودة، وبالنسبة لى فرق كبير جداً أن تنجح لى أغنية سنجل أو ينجح ألبوم، وهذا هو الوجود فى مصر دون البلاد العربية الأخرى.
ولكن هناك العديد من المطربين يطرحون أغنيات على اليوتيوب وتحقق أرقاماً كبيرة فى نسب المشاهدة تصل إلى 100 مليون وأكثر فلماذا لم تخوض هذه التجربة؟
- لا أسير وراء الموجة إطلاقاً، ليس لأن هناك أغنيات تحقق أرقاماً كبيرة فى المشاهدات على موقع يوتيوب، أقوم بعمل ذلك لأنه ليس مقياسا حقيقيا، ومن الممكن أن أقدم أغنية مغربية على مواقع التواصل وتنجح، إلا أننى أرغب فى عمل أغنية تعيش لسنوات.
ألم تقلقى من التعاقد مع روتانا فى ظل خلافاتها مع عدد من النجوم؟
- أى شركة إنتاج مزيكا حتى ولو لديها 4 مطربين فقط سيكون لديها مشاكل وأزمات معهم، وهذا طبيعى، فما بالك بروتانا التى تضم نجوما وتطرح ألبومات لا تعد ولا تحصى، فلا بد من وجود خلافات، ولكن للأسف الناس لا يتذكرون لها سوى السلبيات، وأنا أؤكد أن «روتانا» شركة محترمة، ولو عدنا بالذاكرة مؤخراً فقد طرحت ألبومى سميرة سعيد وأنغام وحققا نجاحاً جيداً بدون أى خلافات، وأنا لا أنكر وجود بعض الخلافات فى وجهات النظر، رغم أن كل طلباتى أوامر وكل ما يطلبوه منى أنفذه، فإنى لست من النوع الذى يتذكر السلبيات فقط وفى كل أزمة أتذكر لهم وقوفهم بجانبى فى العديد من المواقف.
انتشرت أخبار تؤكد انضمامك لقائمة المغادرين من شركة «روتانا» فما حقيقة ذلك؟
- قرأت بعض الأخبار عن وجود خلافات بينى وبين الشركة، وحزنت جدا بسبب ذلك، لأنه لا يصح أن يكون جزاء هذه الشركة التى تعبت معى طوال 3 سنوات، أن أشتكى منهم، فالحقيقة مختلفة وألبومى المقبل سيكون مع شركة روتانا.