بعد 25 يناير مباشرة فقدت السينما المصرية هيبتها، وضاعت ملامحها تحت أقدام "راقصة" و"سنجة بلطجى".. ذهب الزمن الجميل، وتسّيد القُبح الموقف السينمائى، باستثناء تجارب قليلة جاءت لتفرض نفسها على ذلك العبث الموجود ونجحت أكثر من أفلام البلطجة والقتل والحرق، منها "الفيل الأزرق" لكريم عبد العزيز والمخرج مروان حامد، و"الجزيرة 2" لأحمد السقا والمخرج شريف عرفة - تجاوزت إيرادتهما الـ30 مليون جنيه - وتجارب أخرى أيضا.
لكن.. ما بين صوت البلطجة المرتفع، ورقىّ أصحاب التجارب المهمة، غابت الحقيقة خصوصا فى أرقام شباك التذاكر، وراح بعض الأشخاص يفرضون أنفسهم نجوما بالقوة على الجمهور رغم أنهم لم يحققوا إيرادا يذكر بالنسبة للسقا أو كريم أو غيرهم، ويروّجون لأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك، تويتر، إنستجرام)، ويرددون أنهم "الأولين والآخرين والمبشرين بجنة الشهرة والفن والنجومية وكل شىء فى الدنيا".. للأسف بعض وسائل الإعلام ساعدتهم فيما يصبون إليه، وكذلك بعض النقاد بهدف الانتقام من أجيال معينة، وتاهت الحقيقة فى شارع البلطجة السينمائى.
قبل شهر من اليوم.. عرض الفيلم السينمائى "هيبتا.. المحاضرة الأخيرة" بطولة عمرو يوسف، ماجد الكدوانى، أحمد بدير، ياسمين رئيس، إخراج هادى الباجورى، وحقق الفيلم إيراد بلغ 23 مليون جنيه حتى الآن (والرقم فى تزايد مستمر)، وذلك دون ضجة من أبطاله أو صناعه، أو حتى الترويج أن الفيلم رقم 1، وهو بالفعل كذلك.. هنا تظهر ثقافة الاحترام والنجومية الحقيقية وليست الوهمية التى تستمر أياما ثم تنتهى بلا رجعة.