سنوات عدة قضتها نقابة الموسيقيين فى مهاترات أبعد ما تكون عن مصلحة الفن والموسيقيين، إلى أن تربع أمير الغناء العربى هانى شاكر على مقعد النقيب لتصحيح المسار، وإنقاذ سمعته قدر الإمكان بعد التدهور الشديد والابتذال التى وقع فيه عدد من ألوان الفنون، وهو بالفعل ما أقدم عليه هانى شاكر دون صخب.
"الفن قوى مصر الناعمة" هى الكلمة التى طالما تغنى بها كبار المسئولين دون اتخاذ خطوات حقيقية ليأتى شاكر ويضرب بيد من حديد، ويبدأ فى تجفيف منابع الفساد من الجذور بتطهير نقابة الموسيقيين، والدليل على ذلك هو قرار شاكر الجرىء الذى قام فيه بإيقاف 6 راقصات من راقصات الدرجة الثالثة دفعة واحدة، بناء على شكوى مقدمة من لجنة العمل وتوصية لجنة خاصة مكونة من منصور هندى رئيس لجنة العمل، وحمادة أبو اليزيد وكيل النقابة ومستشار النقابة علاء عامر لمشاهدة الفيديوهات الخاصة بعضوات النقابة كريمة جمال أحمد، ونعمة عادل يسرى الشهيرة بـ"شهد" وهى قاصر، وناهد عادل يسرى الشهيرة بـ"فرح"، وداليا مصطفى الشهيرة بـ"لميس"، وفاطمة محمد جابر الشهيرة بـ"فيفى"، وياسمين السيد حسان الشهيرة بـ"ساندى"، ليقرر شاكر بعدها إيقاف كل منهن للخروج عن آداب المهنة ومخالفة القانون المادة 61 من القانون 35 لسنة 78، خاصة أنهن يمارسن مهنة الرقص وليس الغناء وجميع ملابسهن خليعة ومثيرة، علاوة على الإيحاءات الجنسية على المسرح حسبما أكد نص القرار.
تلك النوعية من القرارات المهمة التى ترسل رسالة للجميع بأن النقابة لم تعد كعهدها فى السابق، خاصة بعد تصريح شاكر حول حملة التطهير التى يقودها داخل النقابة وفى نفس الوقت إنذاره بأن البقية تأتى، وأن أى خروج عن النص مرفوض، وهو ما يحمل رسالة إيجابية حول أن هناك من سيقف إلى جوار الفن ويراعى سمعته ويحافظ على قوته بعيدا عن الانزلاق فى الإيحاءات الجنسية والابتذال، خاصة مع من يحمل عضوية نقابة الموسيقيين صاحبة التاريخ الكبير، وهو ما يجعلنا نطالب شاكر بمزيد من القرارات الحاسمة والجريئة تجاه من يرتكبون الجرائم باسم الفن، الأمر الذى لا يتعلق برقابة دينية أو أخلاقية وإنما برسالة الفن الذى يسمو بالروح ويأخذنا بعيدا فى رحاب السحر والجمال.