رحل عن عالمنا الفنان القدير حمدي أحمد عن عمر يناهز الـ83 عاما بعد رحلة عطاء فني طويلة في السينما والتليفزيون والمسرح، واشتهر دوما بلهجته ال التي لم تمنعه من التألق في عالم الفن، حيث ولد حمد أحمد يوم 9 نوفمبر عام 1933 بمركز المنشأة بمحافظة سوهاج، ودرس التجارة إلى جانب دراسة المسرح حيث تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1961، ثم التحق بفرقة التليفزيون المسرحي، وكان أول عرض يشترك فيه بعنوان "شئ فى صدرى" إخراج نور الدمرداش، وقدم العديد من المسرحيات منها "الأرض" و"الشوارع الخلفية" و"ممنوع الانتظار"، ثم جاءت اولى خطواته في السينما من خلال أفلام "وداعا أيها الليل" و"هو والنساء" و"القاهرة 30"، وكان الأخير بمثابة العمل الذي حقق له نقلة فنية كبرى حيث أجاد تجسيد شخصية "محجوب عبدالدايم" ليبرع في تجسيد شخصية الشخص الديوث الذي يتزوج بإمرأة هي في الأساس عشيقة رجل سياسي كبير في البلاد، ليتخلى عن كل القيم رافعا شعار "طظ" لكل شئ، ونال حمدي أحمد عن ذلك الدور لقب أفضل وجه جديد عام 1966.
ولا شخصية محجوب عبدالدايم هي الوحيدة التي وضع فيها حمدي أحمد مفرداته الخاصة بل هناك الكثير من الشخصيات
الأخرى أبرزها شخصية "محمد أفندي" التي قدمها في فيلم "الأرض" للمخرج يوسف شاهين، ليجسد شخصية الفلاح المتعلم الذي يتعالى على أهل قريته وينافس الفلاح "عبدالهادي" على حب وصيفة.
مشهد من فيلم الارض
الشخصية الثالثة البارزة التي قدمها حمدي أحمد هي شخصية الشيخ حلاوة الذي يعلم الأطفال دروس القراءة والدين في الكتاب بمسلسل "علي الزيبق" بطولة النجمة فاروق الفيشاوي، فلا أحد ينسى تفاصيل هذه الشخصية التي جسدها الفنان الراحل ومدى قدرتها على إقناع الجمهور بها.
الفنان والسياسي
كان لحمدي أحمد شاغل سياسي إضافة إلى اهتماماته الفنية ففي عام 1949 تم اعتقاله – وهو ابن الـ16 عاما حينئذ- على يد قوات الاحتلال الإنجليزي وذلك لاشتراكه في إحدى المظاهرات المناهضة للاحتلال الأجنبي، وفي عام 1979 أصبح نائبا في مجلس الشعب.
ويرى الكثيرون أن حمدي احمد بأراءه وفكره اليساري تعرض لاضطهاد كبير ومحاولة تحجيم دوره وتضييق الخناق عليه، ويتفق ذلك الرأي بالنظر إلى موهبة الفنان الراحل الذي تألق في كل الأدوار التي أسندت له وكان على أعتاب البطولة المطلقة حيث كان مرشحا للقيام ببطولة فيلم "الزوجة الثانية" لكن تألقه في فيلم "القاهرة 30" بتجسيد دور الزوج الديوث جعل مخرج الفيلم يتراجع عن ترشيحه لدور الرجل الذي يتمسك بزوجته ويغار عليها ويتحدى رموز السلطة والقمع.
3 حكايات في انسحابه من ريا وسكينة
وكان الراحل حمدي أحمد شارك لمدة 8 أشهر في مسرحية "ريا وسكينة" في دور العسكري عبدالعال، لكنه بعد ذلك انسحب من المسرحية ليذهب الدور إلى حسين الشربيني ثم بعد ذلك أحمد بدير والذي صورها للتليفزيون وباتت واحدة من أفضل أدواره في المسرح خاصة ومشواره الفني عامة.
لكن هناك 3 حكايات مختلفة حول سبب انسحاب حمدي أحمد من المسرحية، تؤكد أولهما أنه جاء بسبب انشغاله بمهام عمله كعضو في مجلس الشعب حينئذ ولم يستطع التوفيق بين الاثنين، اما السبب الثاني فيشير إلى أن الفنانة شادية كانت دائمة الخلاف معه واشتكت للمنتج من ذلك الأمر، وتمسك الأخير بشادية فانصرف حمدي أحمد في هدوء.
أما السبب الثالث فهو أن الفنان عبدالمنعم مدبولي كان يرتجل كثيرا على المسرح وهو الأمر الذي لم يعجب حمدي أحمد الذي كان من مدرسة الحفاظ على النص، واستطاع مدبولي أن يأخذ باقي نجوم العمل في صفه ليترك حمدي أحمد المسرحية.
حمدى احمد, رحيل حمدى احمد, الفنان حمدى احمد, مسرحيه ريا وسكينه, محجوب عبدالدايم, فيلم الارض,