للدراما المصرية تاريخ كبير، ومسيرة حافلة بالملحمات الدرامية التى تعيش فى وجدان الأجيال القديمة، وكذلك الحديثة التى تجد قيما ومبادئ وفنا فى تلك الأعمال، فالدراما المصرية غزت الوطن العربى فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، وهو ما يطلق عليه القوى الناعمة، وحفلت الدراما المصرية بمئات المسلسلات الناجحة، ولكن كان دوما الأفضلية، لتلك الأعمال التى أنتج منها أكثر من جزء، فتعدد الأجزاء، دليل واضح على نجاح العمل، «الشهد والدموع» و«رأفت الجهان» و«ليالى الحلمية»، عشرات الأعمال ترسخت فى أذهان المصريين، وأحبوها، وتابعوها بشغف، لأنهم أغلب الظن، رأوا أنفسهم فيها، فتلك الأعمال رصدت حياة المصريين فى أوقات وأزمنة مختلفة، بنجاحاتهم وإخفاقاتهم، فتعاطفوا معها ومع أبطالها.
فالجزء الأول من الشهد والدموع أنتج عام 1983، ولعب بطولته كل من يوسف شعبان ومحمود الجندى وحمدى غيث وعفاف شعيب ومحمد متولى وكتبه أسامة أنور عكاشة وأخرجه إسماعيل عبدالحافظ، أما الجزء الثانى فأنتج بعدها بعامين وظهر به خالد زكى وإبراهيم يسرى ونسرين.
أما مسلسل ليالى الحلمية، فبدأ فى عام 1987، وقام ببطولته يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وصفية العمرى وحسن يوسف وأحمد مظهر وتأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، واستمر المسلسل فى عرض أجزائه، حتى عرض الجزء الخامس عام 1995، ليعود فى عام 2016 بنسخة جديدة، ورصد المسلسل فترة طويلة من حياة المصريين، بدأت من عصر الملك فاروق، وانتهاء بعصر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بتطوراته السياسية والاجتماعية والثقافية فى المجتمع المصرى.
كما تعلق المصريون بشكل لافت بمسلسل «بوابة الحلوانى»، واشتهرت أغنيتها التى غناها على الحجار بشكل كبير «اللى بنى مصر»، ورصدت حياة المصريين فى فترة «الخيديوية»، وتحديدا فى وقت الخديوى إسماعيل وابنه توفيق، وشارك فى بطولتها كوكبة كبيرة من نجوم الدراما المصرية آنذاك، منهم صلاح قابيل وعبدالله غيث وعلى الحجار ومحمد وفيق وسمية الألفى وشيرين وجدى وأحمد راتب، وتأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج إبراهيم الصحن، وتم إنتاج جزأين منه.
وحينما تذكر أعمال الوطنية والجاسوسية، فستبادر إلى ذهنك بشكل تلقائى النجم محمود عبدالعزيز فى دوره الأشهر رأفت الهجان الذى يرصد فيه من ملفات المخابرات المصرية، حياة العميل المصرى فى إسرائيل رفعت الجمال، وبدأ إنتاج المسلسل فى عام 1987، وله ثلاث أجزاء، وكتبه صالح مرسى وأخرجه يحيى العلمى، وشارك فى بطولته عفاف شعيب ويوسف شعبان وأحمد ماهر ونبيل الحلفاوى ومحمد وفيق ويسرا، ورغم أن الكثير من الأعمال أنتجت بعد ذلك ترصد الجاسوسية والصراع العربى الإسرئيلى، يظل رأفت الهجان هو المرجع لتلك الأعمال.
كما كان للأعمال الأدبية نصيب فى الأعمال الدرامية ذات الأجزاء المتعددة، حيث حولت ثلاثية نجيب محفوظ إلى دراما تليفزيونية فى 1978، بدأت ببين القصرين التى كتب السيناريو والحوار لها محسن زايد وأخرجها تيسير شاهين، وقام ببطولتها هدى سلطان ومحمود مرسى وصلاح السعدنى وكمال أبورية ومعالى زايد، كما أنتج مسلسل «قصر الشوق» بعدها بعام، ولقى العملان نجاحا كبيرا.
وفى نهاية التسعينيات ظهرت الأعمال الدرامية بأجزائها المتعددة بشكل جديد ومختلف، فأنتج فى عام 1997، مسلسل «السيرة الهلالية» التى لعب بطولتها أحمد عبدالعزيز وأخرجها مجدى أبو عميرة وكتبها يسرى الجندى، ثم فى عام 1999، أنتج جزءا جديدا من السيرة الهلالية لعب بطولته جمال عبدالناصر، أما فى الجزء الثالث، فجسد شخصية أبوزيد الهلالى، الفنان رياض الخولى.
كما أنتج أيضا فى 1997 الجزأ الأول لهوانم جاردن سيتى بطولة حسين فهمى ومديحة يسرى وصابرين وعبلة كامل وصفية العمرى وهشام سليم ومحمد قابيل وكتبته منى نور الدين وإخراج أحمد صقر، ثم أنتج منه جزء ثانى عام 1998، ولقى أيضا نجاحا كبيرا.
وفى الدراما كوميدية والاجتماعية ظهر المسلسل الأشهر التى اجتمعت حوله الأسر المصرية، يوميات ونيس، حيث بدأ فى 1994، ولعب بطولته الفنان محمد صبحى والفنانة سعاد نصر.
كما شهدت أيضا التسعينيات، واحدا من أفضل مسلسلات الدراما المصرية، وهو «المال والبنون» للكاتب محمد جلال عبدالقوى وإخراج مجدى أبو عميرة.
كما خصص السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة مسلسل «زيزينيا» بجزأيه لمدينة الإسكندرية.