تظل أغنيات "زمان" هى المعنى الحقيقى لزمن الفن الجميل بكل من تغنوا بها، فهى لا تموت مهما طالت السنوات وإذا كان يجب التذكير بها فلا مانع بشرط الحفاظ على هذا الجمال وإدخاله فى معنى أو رسالة حقيقية هادفة، مثل إعلان إحدى شركات الاتصالات الذى أرادت به توصيل معنى العائلة بأغنية أوبريت "الليلة الكبيرة" للراحل العبقرى سيد مكاوى، فنحن ومن سبقونا وحتى من سيأتوا بعدنا يعيش على تلك الأغانى ثروة الفن المصرى الحقيقية.
صدق أو لا تصدق أغنية "سواح" التى غناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ولحنها بليغ حمدى وكتب كلماتها الشاعر الكبير محمد حمزة فى إعلان عن "الملابس الداخلية"!، وطبعا تم تغيير الكلمات حتى يتناسب مع موضوع الإعلان، وهنا تطرح الأسئلة نفسها من الذى سمح بهذا؟ وأعطى تصريحا بذلك؟ هل المقابل المادى لاستخدام لحن "سواح" يساوى تشويه الأغنية؟ أين ورثة بليغ حمدى؟ أين جمعية المؤلفين والملحنين؟ ورغم أنه لا شك فى اتخاذ المُعلن الإجراءات القانونية لاستغلال حقوق اللحن إلا أن ذلك لا يعفيه من المساءلة ومحاسبة ضميره عن قبوله ورضاه وضع أغنية تمثل قيمة فنية ومعنوية فى إعلان عن الملابس الداخلية، حافظوا على تراثكم فهو ما تبقى لكم من خير.