إذا كانت لغة العيون هى لغة العشاق والمحبين، فهى أيضا واحدة من أهم أدوات الممثل "الشاطر" الذى يجيد التعبير عن مشاعره من خلال نظراته، وهى مدرسة لها روادها فى العالم كله، ومن رواد هذه المدرسة فى مصر كان الراحل العبقرى يوسف بك وهبى الذى كان يمتلك العديد من المهارات التمثيلية ومنها العيون، إضافة إلى نجيب الريحانى والراحل أحمد زكى، والذى كان يتمتع بمهارة استخدام لغة العيون، والتى كانت إحدى أهم إمكانيته فى كل أعماله وغيرهم.
دراما رمضان 2016 تضم العديد من المسلسلات المتميزة فى أغلب الجوانب، وتضم عددا من النجوم أجادوا استخدام مهارة عيونهم فى توصيل مشاعر الشخصيات التى يقدمونها سواء هى شخصيات الخير أو الشر، ومن أبرز هؤلاء النجوم هم الفنان القدير يحيى الفخرانى والذى ينافس فى الموسم بمسلسل "ونوس"، حيث يجسد دور شيطان "وسواس"، تلك الشخصية التى تتطلب ممثل من العيار الثقيل تحتاج ممثل فى حجم الفخرانى الذى أجاد الدور منذ أول إطلاله له على الشاشة، فالمتمعن فى النظر إلى عيون الفخرانى الخضراء بالمسلسل سيجد أن الفخرانى يجيد التنقل بعينيه ما بين اللؤم والخبث والشيطنة و"الغلب" فى بعض الأحيان، حينما يريد أن يظهر البراءة فترى الطيبة فى عينه، ولكن ترى أيضا نظرة الذئاب وراء تلك النظرة الخداعة.
الفخرانى استطاع منذ الحلقات الأولى أن يلفت الانتباه لشخصية نادرا من تقدم على الشاشة خاصة فى الدراما التليفزيونية، وهو ما يحسب لشادى الفخرانى مخرج العمل الذى يعى جيدا قدرات والده وإمكانياته التمثيلية، ويعى جيدا قوة استخدام عيونه بالعمل لذا نجد شادى يعتمد فى أحيان كثيرة على عيون الفخرانى التى تتلون دوما ما بين اللؤم والخبث والذكاء، وهو السر وراء اعتماد صناع بوستر المسلسل وتتر العمل على عيون الفخرانى اللامعة، من ضمن أبرز المشاهد التى يظهر فيها الفخرانى مدى خبثه كشيطان "وسواس"، كيف وسوس لـ"أبونا" أثناء الاعتراف وبكل خباثة أوصل له كل المعلومات التى يريد توصيلها.