عمرو صحصاح يكتب: عمر الشريف أدرك أن النجومية تواضع فاقتنص العالمية وحده

ما يقرب من 180 يومًا مرت على رحيل لورانس العرب عمر الشريف، النجم المصرى الوحيد الذى استطاع أن يقتنص لقب "عالمى"، ليضيف له بريقًا وليس العكس، لم يسع للحصول على هذا اللقب بالعافية أو "يتمحك" فيه مثل كثيرون الآن، ولكن اللقب هو من فرض نفسه عليه.. عمر الشريف لا يحتاج لحدث كى نتذكره ونكتب عنه، ولكنه أسطورة بمعنى الكلمة تستحق أن نتذكرها فى كل وقت وحين.

كنت فى شهر يوليو عام 2007 أتجول وأنا طالب فى الفرقة الثانية بكلية الآداب، بين بلاتوهات التصوير، سعيًا وراء تعلم فنون الصحافة الفنية جيدًا، لتقديم أفضل ما فيها، مِثلى مِثل غيرى لديه حماس الطلاب، وفى هذه الأثناء أخبرنى أحد أصدقائى العاملين بجهاز السينما، والذى يتواجد مقره بمدينة السينما، أن النجم العالمى عمر الشريف يصور مسلسله "حنين وحنان" داخل بلاتوه نحاس بالمدينة، فذهبت مسرعًا فى اليوم التالى كى أرى النجم العالمى وألتقط معه صورة، وأحصل منه على تصريح واحد، كى أنقله لإحدى الجرائد غير المشهورة، والتى كنت أتدرب فيها آنذاك، دخلت البلاتوه وبداخلى رهبة شديدة، خوفًا من أن يصرخ فى وجهى عمر الشريف، ويشير لأمن البلاتوه بإخراجى أو لإدارة إنتاج المسلسل، لأننى أعرف أنه فى كثير من الأحيان، لا يستلطف من يعمل بالصحافة، كما أننى ذهبت دون موعد سابق، وليس معى كارنيه تابع لأى جورنال.

دخلت البلاتوه وفى قلب موقع التصوير، وكانت مخرجة العمل تصور مشاهد ديكور شقيقة "عمر الشريف"، وجسدتها الفنانة سميرة عبد العزيز، وابنة شقيقته وجسدتها الممثلة الشابة سامية عاطف، فى مشاهد تجمعهما بنسرين إمام الوجه الجديد آنذاك وقبل أن التقى بمخرجة المسلسل ومديرة أعمال النجم العالمى إيناس بكر أو بأحد من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامى، فوجئت بالنجم العالمى يجلس على كرسى وسط عدة كراسى داخل البلاتوه، وينظرى لى ويقول "أنت واقف لى يا ابنى.. ما تقعد"، ازداد توترى خوفًا من أن يأتى أحد ويقول لى "أنت مين ودخلت هنا إزاى"، ولكن ذهبت مسرعًا وجلست على كرسى بجوار النجم العالمى ليبتسم فى وجهى، فإذا بمنفذ الإنتاج يسأل النجم العالمى "تحب تاكل إيه النهاردة يا أستاذ فى البريك"، فقال له حرفا "أى سندويتش خفيف"، ليتفاجأ منفذ الإنتاج نفسه، بأن النجم العالمى يطلب منه وجبة صغيرة بكل هذه البساطة، على عكس مُدعى نجومية آخرين، يطلبون طلبات مبالغًا فيها، وأكلات متخصصة، تكلف الإنتاج كثيرًا فى بعض الأحيان، حتى جاء موعد البريك، ليجلس الشريف فى صالة بلاتوه نحاس مع عاملتى الأستوديو ويتناول معهما وجبته الخفيفة بكل هدوء، وظل يتبادل معهما الأحاديث حول بساطة المصريين وبعض ذكرياته، ويلقى عليهم الكلمات الطريفة، كل هذه البساطة تمثلت فى عمر الشريف المصرى الوحيد الذى وصل للعالمية بمفهومها الحقيقى، على عكس فنانون آخرون لم يحققوا ولو 5 % مقارنة بلورانس العرب، أصبحوا يتغطرسون فى كل شىء، بل أن أحدهم استشاط غضبًا عندما شبه أحد بأحمد زكى، كما أن بعض مُدعين النجومية الآن، عندما تصدروا أفيش فيلم أو مسلسل، اعتبروا أنفسهم "مفخرة" لمصر، ولا يجوز لك أن تنتقدهم أو تمسهم بسوء إن أخطأوا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;