منذ الحلقات الأولى لمسلسل "فوق مستوى الشبهات" وأثبتت يسرا فى كل مشهد لها أنها لا يزال لديها المزيد والمزيد من مهارات التمثيل والأداء، وليسرا وشخصية "رحمة حليم" العديد من المشاهد الممتعة على الشاشة، لكن من أجمل تلك المشاهد التى قدمتها يسرا فى المسلسل هو مشهد رحيل والدتها بالعمل "ماما عايدة"، ذلك المشهد الذى أخرج من يسرا أجمل ما فيها من قدرات تمثيلية، عبرت فيها عن مشاعر الفقد والحزن فى مشهد الموت الذى لم تتلفظ فيه ليلى عز العرب "ماما عايدة" بكلمة واحدة.
يسرا والتى أقل ما توصف به أنها امرأة شرسة غير قابلة للترويض فى المسلسل عبرت عن مشاعر فقدان الأم بحرفية شديدة لا "صوات ولا نواح"، وإنما كلمات بسيطة كلمات حب واحتياج وشغف ربما لم تسمعها لوالدتها فى حياتها فهى مشغولة بمعاركها الخاصة وبالانتقام ممن حولها، لكنها لا تزال تكن الحب لوالدتها حب شديد جعل منها "نمرة" متوحشة تنتقم منها ربما لتفضيلها شقيقتها "مها" عليها، وربما أيضا لإدخالها مدرسة خاصة وحرمانها من حضنها.
يسرا أكدت بذلك المشهد نجوميتها وقدرتها على التحول من النقيض للنقيض فى ثوان معدودة، فرحمة حليم ذلك الوحش الهائج الذى كان يستعد لمعاقبة "ماما عايدة" لرغبتها فى زيارة ابنتها معها، والتى لم تكن تعرف أنها ربما تكون رغبتها الأخيرة تحولت من هذا الهياج إلى الخنوع للقدر إلى طفلة ضعيفة تبكى على رحيل أمها، حيث جمعت يسرا كل مشاعر الندم والحسرة والحزن والارتباك والفقد وقلة الحيلة فى مشهد ضمها لجثة والدتها، فلا يزال ينبض حبها فى قلب "رحمة" رغم قسوة يسرا عليها ومعاملتها السيئة لها فى شيخوختها.