يعد مسلسل «يونس ولد فضة» هو التجربة الدرامية الأولى للمخرج أحمد شفيق الذى يغزو الصعيد من خلالها، ولكنه قدم عملا دراميا صعيديا مختلفا يناسب التطورات التى شهدتها محافظات الوجه القبلى خلال السنوات الأخيرة، عن هذه التجربة، وسر حماسه لهذا المسلسل، أجرينا معه هذا الحوار.
فى البداية قال المخرج أحمد شفيق فى تصريحاته لـ«انفراد»، أكثر ما أسعدنى هو وصول الرسالة التى أقصد تقديمها من خلال المسلسل، وهى مدى خطورة أن يترك الآباء أبناءهم من أجل جمع المال كى يأمنوا مستقبلهم، لأنهم بهذا السلوك يضروهم بل يدمروهم، وهو ما حدث عندما ترك «مسالم»، وهى الشخصية التى يجسدها الفنان محمد أبو الوفا، لأبنائه «عمرو سعد وهبة مجدى وإلهام عبد البديع»، فضل الأربعة طريقهم، وكل منهم واجه متاعب وصعوبات الدنيا وحده، وأضاف شفيق أن أكثر ما كان يشغله فى العمل أيضا، هو رغبته فى تقديم الصعيد بشكله الحقيقى، ورصد التطورات التى شهدها خلال السنوات الأخيرة من حيث التكنولوجيا، وأيضا تطور شكل ومضمون العلاقات الاجتماعية، بعدما اقتصرت معلومات الناس عن الصعيد بأنه عبارة عن قتل وثأر، لافتا إلى أنه سعى أيضا من خلال المسلسل إلى إظهار جمال الطبيعة فى محافظات الأقصر وقنا وسوهاج، وهذا اتضح من خلال كورنيش النيل هناك وشكل المياه وسط النيل، والآثار وغيرها، مضيفا أنه تلقى اتصالات هاتفية من كثيرين يقيمون خارج مصر، بأن لديهم رغبة شديدة فى زيارة الصعيد لرؤية نيل الصعيد ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة هناك والتى ظهرت بالمسلسل، وهو ما اعتبره شفيق أن هذا أفضل شىء للترويج للسياحة، موضحا أنه سعى لتقديم صورة جيدة عن مصر، بالتزامن مع تقديم أحداث قصة «يونس»، من خلال تواجده فى أماكن طبيعية خلابة بنيل محافظات الوجه القبلى، وطرق مليئة بالأشجار النادرة.
ولفت شفيق إلى أنه رغم احتواء مسلسل «يونس ولد فضة» على جريمة قتل، وبعض المشاهد التى تتطلب إثارة، إلا أنه كان حريصا على عدم التجاوز فى شهر رمضان، وعدم احتواء حلقات المسلسل على أى ألفاظ خادشة أو بذيئة، وهذا ما حدث فى كل أعماله الدرامية السابقة، موضحا أن مشهد ذهاب «يونس» و«شبل» لأحد الكباريهات، تم تقديمه بشكل طبيعى للغاية، لكن دون عرى أو خدش للحياء، وهو ما يجعل المسلسل مناسبا لكل فئات الأسرة ويتمكن الجميع من مشاهدته دون خجل، وأشار شفيق إلى أنه سعى لتغيير جلد عمرو سعد من خلال هذا المسلسل، وهو ما تحقق بالفعل، لقدرة عمرو على التغيير والتجديد من نفسه، وتفوقه على ذاته فى شخصية «يونس»، فضلا عن تقديم عمل مع الكاتب عبد الرحيم كمال يليق باسمه، وبنجاحاته السابقة.
وأعرب شفيق عن سعادته البالغة باستمرار نجاحه مع المنتج صادق الصباح، بعد عدة أعمال كثيرة سابقة متنوعة منها و«قضية صفية» لمى عز الدين، و«الشحرورة» لكارول سماحة، «ليالى» لزينة، و«نقطة ضعف» لجمال سليمان، و«ذهاب وعودة» لأحمد السقا.