"الرجل تدب مطرح ماتحب وأنا صنعتى مسحراتى فى البد جوال ..حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال..وكل شبر وحتة من بلدى حتة من كبدى حتة من موال..إصحى يانايم وحد الرزاق".
كلمات رائعة للشاعر فؤاد حداد نسجها فى ذاكرتنا صوت الملحن سيد مكاوى لتصبح جزءا من تراثنا الرمضانى، وحققت نجاحا كبيرا منذ بداية إذاعتها، فأصبحت أحد طقوس الإذاعة والتلفزيون فى رمضان لسنوات طويلة.
جلباب وطبلة هى كل أدوات سيد مكاوى ليقدم شخصية المسحراتى فى رمضان فى حلقات عديدة متحديا الملحنين الذين سبقوه.
كانت الإذاعة المصرية تكلف أكثر من ملحن لتقديم حلقات المسحراتى فى رمضان من خلال فرقة موسيقية، وسبق مكاوى فى تقديم هذه الشخصية المطرب والملحن محمد فوزى لكنه لم يحقق نفس النجاح الذى حققه سيد مكاوى،الذى أصر على غناء وتلحين حلقات المسحراتى، وقدمها بأسلوب جديد بالاستغناء تماما عن الفرقة الموسيقية والاعتماد على الطبلة، فحقق نجاحا كبيرا قررت بعده الإذاعة الاستغناء عن كل الملحنين وإسناد حلقات المسحراتى لمكاوى الذى ظل يقدم هذه الشخصية حتى وفاته.
المفارقة أن الملحن سيد مكاوى الذى فقد بصره فى الثانية من عمره بسبب إصابته بالرمد فحرصت أسرته على تعليمه القرآن والإنشاد الدينى بدأ حياته الفنية بالغناء واعتمدته الإذاعة كمطرب فى بداية الخمسينات، وغنى أغنيتين فى تاريخه الفنى هما "تونس الخضراء ومحمد" ولم تكونا من ألحانه، وبعدهما اتجه للتلحين وبرع فيه وقدم أعمالا خالدة منها الأغانى الجماعية مثل" عمال ولادنا، وزرع الشراقى"، وأغان لكبار المطربين ومنهم وردة وليلى مراد ونجاة وشادية وصباح، كما لحن لعبد المطلب "إسأل عليا مرة"، ولشريفة فاضل " مبروك عليك يامعجبانى " وتتر فوازير فطوطة.
ولحن مكاوى العديد من الأعمال المسرحية والغنائية ومنها أوبريت الليلة الكبيرة ، ومن أعماله التى واكبت الأحداث " الدرس انتهى لموا الكراريس " بعد قصف مدرسة بحر البقر، و" احنا العمال اللى اتقتلوا" بعد قصف مصنع أبو زعبل .