سلطت دراما رمضان هذا العام الضوء على مشاكل المراهقين بصورة مكثفة، حيث تناول مسلسل «أبوالبنات» بطولة مصطفى شعبان مشكلة المراهقات اللائى يدخلن فى علاقات غير شرعية مع زملائهن، ونتائج هذه العلاقات الكارثية وهى الحمل فى سن مبكرة، وذلك فى غياب الرقابة الأسرية على هؤلاء المراهقات، وهو الأمر الذى يدفعهن إلى الذهاب لأى طبيب للتخلص من الحمل مما يعرض حياتهن للخطر.
وأكدت غادة عبدالرازق فى مسلسل «الخانكة» مشكلة التحرش، وما ينتج عنها من ضرر نفسى للمرأة والمجتمع، وأيضا تناول العمل خطورة عدم مراقبة الأهل لتصرفات أبنائهم الخاطئة إلا بعد أن يقعوا فى «مصيبة»، وفى مسلسل «كلمة سر» بطولة لطيفة تناولت مشكلات المراهقين من خلال شخصية المدرسة التى تفاجأ بتصرفات المراهقات الخاطئة الناتجة عن نقص الخبرة الحياتية وأيضا وقوعهن فى مشكلات الحب وتوابعها.
أما فى مسلسل «سقوط حر» فتناول فترة المراهقة من منظور آخر وذلك من خلال شخصية «آدم» الذى يجسده أحمد داش الذى وجد نفسه فجأة أمام حادثة قتل والده وخالته فى منزله واتهام والدته بالجريمة التى دخلت على أثرها المصحة النفسية على خلفية مرض نادر، وهو الأمر الذى دفعه إلى البحث فى حقيقة هذا المرض النفسى النادر، وأيضا كيفية التعامل مع المرضى.
وفى مسلسل «مأمون وشركاه» جسدت هنا الزاهد شخصية «نيفين» وهى الفتاة المدللة التى لم تتخلص من توابع مرحلة المراهقة ولا تعرف ما تريد بالضبط من الحياة، وهذا الفراغ هو الذى يدفعها للوقوع فى الكثير من المشكلات باسم الحب، وتجسد هنا الزاهد أيضا شخصية «لينا» فى مسلسل «الميزان» وهى الشخصية التى ركزت فيها على بيان الفجوة بين تفكير الآباء والأبناء فى فترة المراهقة مما يدفع المراهقين لتنفيذ الكثير من الأمور من وراء آبائهم، وأوضحت من خلال الشخصية كيف يؤثر غياب الأبوين عن متابعة أبنائهم فى شخصيتهم وتصرفاتهم، حيث قامت «لينا» بالدخول فى علاقة غير شرعية ونتج عنها حملها وتطور الموقف إلى أن قام أحد بقتلها.
وفى هذا السياق، يقول الناقد طارق الشناوى، لـ«انفراد»، إنه رغم تناول الكثير من المسلسلات هذا العام قضايا المراهقين فإنه لم يتم تناولها بالشكل الكافى، فلا يوجد مسلسل واحد يقدم المراهقين كخط أساسى للمسلسل، بحيث يكونون هم الأبطال الرئيسيون، ولكن يتم تناول مشكلاتهم بحبكات جانبية بحكم أن الدراما التليفزيونية من ضمن تسمياتها أنها دراما عائلية، ولذلك فدائما ما نجد فيها ما يخص المراهقين لكونهم جزءا من أى عائلة، على سبيل المثال فإن العام الماضى تناولت الدراما قضية تعاطيهم للمخدرات، مؤكدا أن التحرش الموجود فى مسلسل «الخانكة» تم وضعه فى السيناريو لخدمة غادة عبدالرازق دراميا وليس لمناقشة قضايا المراهقين بصورة جدية.
وأوضح أنه معجب بأداء أحمد داش فى مسلسل «سقوط حر» لأن لديه حضورا طاغيا، مشيرا إلى أنه بعد اجتيازه مرحلة المراهقة سيكون أحد النجوم البارزين على الساحة، لافتا إلى أن هنا الزاهد بعد أدائها فى «مأمون وشركاه» أثبتت أنها ممثلة موهوبة خاصة فى ظل غياب التوجيه من المخرج رامى إمام، أما سارة نور التى قدمت شخصية الابنة الكبرى لمصطفى شعبان فى مسلسل «أبوالبنات» فأداؤها جيد. وقال الناقد عصام زكريا، لـ«انفراد»، إن مشاكل المراهقين من القضايا المهمة فى المجتمع، وكان هناك فى السنوات الماضية نوع من الحساسية والتجاهل والقلق من تناولها بالدراما، وذلك لأن صناع الدراما كانوا «بيستسهلوا» ويقدموا للمشاهد ما يريد رؤيته فى قالب ترفيهى ظنا منهم أنهم إذا واجهوه بمشاكل المراهقين وغيرها سوف ينصرف عن مشاهدة الأعمال، ولذلك فكان أغلب المسلسلات تحمل الطابع الاجتماعى، إضافة إلى أن جمهور المسلسلات أغلبه من الراشدين الذين يحبون مشاهدة ما يعبر عنهم وعن واقعهم ومشكلاتهم، أما المراهقون أنفسهم فهم غير متابعين للمسلسلات التى تتناول مشكلاتهم ولكنهم يفضلون مسلسلات الأكشن والغموض والإثارة، كما أنه من الصعب العثور على ممثلين محترفين يعبرون عن هذه السن فى ظل التغيير السريع لشكل الشباب فى هذه المرحلة العمرية.
وأوضح أن الدراما المقدمة هذا العام بها قدر أكبر من الجرأة فى تناول مشاكل للمراهقين كان مسكوتا عنها لفترات طويلة، وذلك لأنها فرضت نفسها على الساحة وكتاب الدراما لا يستطيعون إغفالها، مشيرا إلى أن هناك عاملا آخر جعل كتاب الدراما يركزون على مشاكل المراهقين وهو تأثرهم بالدراما الأجنبية التى أصبحت تركز بصورة كبيرة على مشاكل المراهقين، إضافة إلى أن المراهقين أصبحوا يشكلون شريحة كبيرة فى المجتمع المصرى، فأكثر من %50 من عدد السكان أقل من 25 سنة.