أكثر من 90% من الفنانين يكرهون 25 يناير ويعتبرونها "كارثة" وليست ثورة - وكذلك أنا أكرهها ولا أشتهى وصلها - فالواقع السياسى الذى حدث لم يأت بخير على الفن ولم يفرز أى مواهب جديدة، بل صدر لنا سينما من نوعية "عبده موتة" و"قلب الأسد" و"المواطن برص" و"القشاش" و"سبوبة"، وغيرها من أفلام بير السلم، وأصبح نجوم المرحلة محمد رمضان ومحمد فراج وعلا غانم وحورية فرغلى، عكس ما حدث عقب ثورة 52 يوليو من ازدهار فى الفن والموسيقى والسينما، وشهد ذاك العصر تألقًا فنيًا على كل المستويات، راجع نتاج سينما ثورة يوليو (رد قلبى، غروب وشروق، القاهرة 30، بداية ونهاية، فى بيتنا رجل، الزوجة الثانية، شباب امرأة، النظارة السوداء، الخطايا، معبودة الجماهير، الباب المفتوح، الله معنا، الأيدى الناعمة) وغيرها من الروائع، وكان نجوم المرحلة نادية لطفى، سعاد حسنى وأحمد رمزى وعمر الشريف ورشدى أباظة وفريد شوقى وإسماعيل ياسين، ماجدة الصباحى، وآخرين معهم، إضافة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
بعد 25 يناير تصدر المشهد الغنائى أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا بأغنيات (هاتى بوسة يا بت، هاتى حتة يا بت) و(ماشية فى الأميرية دلع بنات، عاملة أجنبية دلع بنات) وولاد سليم اللبانين بمهرجان (مافيش صاحب بيتصاحب مافيش راجل بقى راجل) وغاب عن المشهد نجوم الغناء هانى شاكر، محمد فؤاد، مصطفى قمر، محمد محيى، حتى عندما حاول بعضهم العودة بأغانى سينجل لم يستطع الصمود تجاه غزو المهرجانات وفوضى المشهد الغنائى، عكس أيضا 52 نجومها (عبد الحليم حافظ، شادية، نجاة، فايزة أحمد، وردة، محرم فؤاد، محمد الموجى، كمال الطويل، بليغ حمدى، منير مراد، مأمون الشناوى، مرسى جميل عزيز).
25 يناير نكست الفن المصرى وبعدها توارت الأعمال التلفزيونية الاجتماعية، وأصبح للسوق الدرامى متطلبات أخرى تعتمد على الأكشن والإيقاع السريع والتقليد الأعمى للمسلسلات التركية، فلم نعد نرى فى رمضان جيل رواد الكتابة المصرية الذين أثروا الشاشة بأعمالهم على مدار أعوام طويلة، وفى مقدمتهم: يسرى الجندى صاحب (جحا المصرى، وجمهورية زفتى، والطارق، وسقوط الخلافة)، وبشير الديك مؤلف (الناس فى كفر عسكر، حرب الجواسيس، وأماكن فى القلب)، ومحمد جلال عبد القوى كاتب (المال والبنون، سوق العصر، غوايش، الليل وآخره، حضرة المتهم أبى)، وتحولت شاشة الدراما للقتل والضرب والجرى بين الأبطال دون أى اعتبارات درامية.. هذا ما جناه الفن المصرى مما تسمى بـ25 يناير.