دائمًا يعزف النجم مصطفى شعبان فى منطقة متفردة بدراما رمضان كل عام، ويكاد يكون هو النجم الوحيد الذى يجمع عدة مواهب متعددة فهو يمتلك كاريزما وحبًا كبيرًا من الجمهور ويجمع بين الأداء الكوميدى والتراجيدى، ويمتلك كممثل أدواته فى تقديم كل أداء منهما، بالإضافة لكونه نجمًا صاحب بصمة خاصة يختار كل عام موضوعًا من واقع الحياة ولا يبتعد عن هموم ومشاكل المجتمع العربى فى مسلسلاته.
وأهم ما يميز الفنان مصطفى شعبان أنه يرسم كل عام شخصيته التى يقدمها بنفسه ويجعل المشاهد يحفظ اسم الشخصية التى يقدمها كما يحفظ اسمه كنجم، مثلما قدم الحاج فواز وأفندينا ومولانا العاشق، فقدم لنا هذا العام شخصية "فارس حظو" العاشق للحرية وللحياة والرافض للقيود ولم يكتف بالكوميديا فى مسلسله لكنه اختار موضوعًا شائكًا وواقعيًا، وفى الوقت نفسه يحتاج منه لمناطق تمثيلية متعددة وكان قادر عليها بكل تأكيد.
النجم مصطفى شعبان لديه قدرة كبيرة وذكاء فنى على أن ينوع فيما يقدمه من موضوعات مطروحة فى مسلسلاته، وفى "أبو البنات" قدم عملا أسريا كوميديا اختار فيه مناقشة مشاكل الفتيات فى أعمار مختلفة ما بين الطفولة والمراهقة وسن النضج ويتعمق داخل العلاقات الأسريّة ويدخل كأب عالم الفتيات الملىء بالأسرار والمواضيع، والتى نكاد لا نعرف شيئاً عنها فالتباعد التكنولوجى والفجوة التى خلقتها وسائل التواصل الاجتماعى جعلت أساليب التربية القديمة بالية، ولذلك فهو يبحث عن وسائل تربية حديثة.
نجاح مصطفى شعبان فى مسلسله جعل مواقع التواصل الاجتماعى تتفاعل مع العمل، وكل يوم نجد الحديث عن المسلسل وحلقاته مستمرًا، وذلك يعود لذكاء النجم مصطفى شعبان فى طرح العلاقة المركّبة بين الأب وبناته، الذى يعترض على ما تقمن به، بالإضافة لكون المسلسل يقدم بطريقة تتناسب مع الجيل الذى يتوجّه إليه، من خلال رؤية بصرية أكثر تطوراً وحداثة" يصنعها المخرج رؤوف عبد العزيز.
وللحق فإن العمل يجمع عدة أسباب تؤهله للنجاح؛ أولها كون مصطفى شعبان نجمًا محبوبًا وصاحب جماهيرية كبيرة فى مصر وخارجها، وثانيًا القصة التى كتبها أحمد عبد الفتاح فهى جذابة ومتميزة وتحمل رسالة مهمة، وثالثًا الصورة التى صنعها المخرج فهى متطورة جدًا، بجانب الإيقاع السريع فى أحداث العمل دون مط أو تطويل أو ملل، وهناك عامل مهم أيضًا وهو وجود صافينار التى تظهر بشخصيتها الحقيقية.