إذا كان موليير قد قدم للمسرح العالمى عددا من الأعمال الكوميدية التى ناقشت قضايا وهموم إنسانية فرنسية، فإن الكاتب الكوميدى المصرى يسرى الإبيارى الذى رحل عن عالمنا قدم للمسرح المصرى العديد من الأعمال الكوميدية أيضا، والتى ناقشت قضايا وهموما مصرية بشكل كوميدى ساخر.
يسرى الإبيارى فى كتاباته للمسرح يقترب فى طريقته وطرحه ورؤيته للكاتب العالمى موليير، فكل أعماله المسرحية تعتمد على كوميديا الموقف، فمن منا لا يتذكر مشاهد عم أيوب فى مسرحية "الجوكر"، واعتمد أيضا على نوع آخر من الكوميديا هى كوميديا سوء الفهم، وسنجد هذا النوع فى مسرحيات كثيرة منها مثلا "عش المجانين"، والمشهد الشهير الذى جمع الفنان حسن عابدين بالنجم الكوميدى محمد نجم وقال له مقولته الشهيرة "شفيق يا راجل"، وغيرها من المواقف الكوميدية الراقية بعيدا عن الإسفاف والابتذال، لذلك فيسرى الإبيارى هو موليير مصر الذى اقترب من هموم وقضايا الشعب المصرى وعالجها بالكوميديا الراقية.
يسرى الإبيارى مارس التأليف والإنتاج معا، وورث عن والده الحس الكوميدى فى الكتابة والتأليف، واهتم بهموم وقضايا الطبقة الفقيرة والمتوسطة فناقش الفساد والمحسوبية واستغلال ثروات الوطن بشكل كوميدى فى مسرحيته "الجوكر"، وتناول الفجوة الكبيرة بين الطبقات والمشاكل التى تتبعها فى مسرحيته "عش المجانين"، وقدم للمسرح المصرى عددا لا بأس به من المسرحيات الكوميدية التى خرج منها نجوم كبار فيما بعد، منهم محمد نجم وليلى علوى فى "عش المجانين"، ومحمد صبحى وهناء الشوربجى فى مسرحية "الجوكر"، وقدم مع سمير غانم عددا من المسرحيات الكوميدية، ولم يكتف الإبيارى بالكتابة للمسرح لكنه كتب أيضا للسينما فقدم "أونكل زيزو حبيبى" لمحمد صبحى، و"النمس" مع محمود عبد العزيز.
يسرى الإبيارى ينتمى لعائلة فنية، فوالده العبقرى فى الكتابة أبو السعود الإبيارى، وشقيقه المنتج والكاتب أحمد الإبيارى وابن شقيقه الفنان طارق الإبيارى، ومن عائلته أيضا الفنانة نشوى الإبيارى، ومن أعماله المسرحية "المشاكس، والجوكر، وعش المجانين، وآى آند يوه هنجننوه، وأنا عايزة مليونير، والفرسان الثلاثة، ووراء كل مجنون امرأة، وعبده يتحدى رامبو، والبلدوزر، والدبابير، والساهى، واللومنجى".