صدمتنى الأعمال الدرامية المقدمة على الشاشة فى رمضان الماضى، تجد نفسك تتخبط بين الفضائيات بعد أن وصل عددها 70 مسلسلا أو يزيد، مما يجعلك تصادف مشهدا بمحض الصدفة، أو تتابع مسلسلا آخر مستندا على أسلوب مؤلفه فى الكتابة، أو اسم بطل اعتدت على مشاهدة أعماله، أو تقرأ مقالة عن عمل درامى آخر لم تسمع عنه من قبل، فكان الأمر محيرا فى ظل العدد الكبير من المسلسلات وإن كنت أشاهدها بعين ناقد يبحث عن البناء الدرامى، حتى أصابتنى الدهشة بضوء الانبهار حين شاهدت مسلسل جراند أوتيل وإن كان مأخوذا عن النسخة الأصلية من المسلسل الإسبانى Gran Hotel الذى أعاد كتابته السيناريست تامر حبيب فظهر الإبداع الفنى للروح المصرية فى أرض النيل أسوان، وإظهار مواطن الجمال لمصر والمصريين.
لم يكن يخطر ببالى يوما ما أن أعاود مشاهدة الحلقة عدة مرات بسبب الإبداع الفنى فى الأداء التمثيلى للفنان محمد ممدوح أحد الممثلين الجدد الذى لم يتصدر اسمه أفيش فيلم أو تتر لأحد الأعمال السينمائية أو التليفزيونية من قبل، ممدوح كان يجسد شخصية أمين واحد من ضمن فريق الخدم داخل الفندق إلى أن وصلت بنا الحلقات الأخيرة ليكون أحد ملاك الجراند أوتيل مقابل ورقة ممزقة تثبت حقه فى الحلقات الأخيرة التى دق فيها ناقوس محمد ممدوح الإبداعى وإن كان فى كل حلقات المسلسل إلا أن ارتفع صوت الأجراس بعد دقائق معدودات من عرض الحلقة الـ28 من المسلسل فيها صفقت بكل حماسة وكنت أشعر أن جمهور الممثل المغمور محمد ممدوح يشاركنى احتفالى بنجاح نجم قادم بقوة، بعدها بدقائق معدودات أصبح اسم الفنان محمد ممدوح الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر". وإن كنت واحدا ممن يمنحون الجوائز لمنحته جائزة الأوسكار على المشهد الأخير من الحلقة فأداؤه يفوق الوصف فيها يحمل "أمين" زوجته "ورد"، دينا الشربينى، على كتفه قابض على يديها وممسكًا بيده الأخرى طفلها "أدهم"، وذهب إلى غرفة "مراد بك"، أحمد داوود، وأسقط "ورد" على الأرض، ووضعا وطفلها أمام باب الغرفة، ونظر فى عين "مراد" وقال له وعينيه تفيض دمعا: "الحاجات ديه تخصك ماتخصنيش"، وذلك بعد اكتشافه علاقة "ورد" بـ"مراد"، والتى ترتب عليها إنجابها لطفلها "أدهم"، بدها ذهب "أمين" إلى غرفته، والدموع تنهمر من عينه، فكان مشهدا لن تنساه الدراما المصرية ملتصقا فى أذهان المشاهدين، الأداء الموهوب للممثل محمد ممدوح فى دور أمين جعله أمينا على البسمة.
يذكر أن المسلسل من بطولة عمرو يوسف ودينا الشربينى وأنوشكا وأمينة خليل وأمير صلاح الدين وسوسن بدر وأحمد داوود، من تأليف تامر حبيب، ومن إخراج محمد شاكر خضير.
تدور أحداث المسلسل داخل أحد الفنادق الكبيرة التى يجتمع داخلها رجال الأعمال، ثم تقع جريمة قتل لإحدى موظفات الفندق، التى يبدأ شقيقها فى البحث عن الجانى وتتوالى الأحداث.