تضاؤل حجم وكثافة تواجد الدراما التركية على الشاشات العربية خلال الأشهر الماضية، أو بمعنى أدق خلال عامى 2015 و2016، بعدما أدرك منتجو الدراما التليفزيونية المصرية خطورة الموقف عليهم، لاتجاه عدد كبير من ملاك القنوات الفضائية لهذه الأعمال، لأنهم وجدوا فى هذه الأعمال ضالتهم، لكونها تملأ فراغا كبيرا على شاشتهم طوال أشهر العام بعيدا عن موسم رمضان، ولأنها تستقطب فئة كبيرة من المراهقين والباحثين عن الرومانسية، وربات البيوت، لاعتماد هذه الأعمال على الجماليات والمناظر الطبيعة والقصص الرومانسية الملتهبة والحزينة فى بعض الأحيان والسعيدة فى أحيان أخرى، والتى يتفاعل معها فئة ليست بقليلة من الجمهور العربى؟.
وأدرك منتجو الدراما المصرية خطورة الموقف، مما جعلهم يتجهون لتقديم مثل هذه النوعية من الأعمال الممتدة الأجزاء والتى تصل إلى 60 حلقة فى بعض المسلسلات و120 حلقة فى مسلسلات أخرى، وعدد كبير منهم نجح فى هذا الأمر، بعد تقديم هذه النوعية من الأعمال بمسلسلات مثل "آدم وجميلة" ليسرا اللوزى وحسن الرداد، و"عيون القلب" لرانيا يوسف وماجد المصرى ودينا فؤاد و"الخطيئة"، وغيرها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم تقديم مسلسلات بروح مصرية تتناول مشاكل الوجه القبلى وبأجزاء متعددة كل جزء منها يصل لـ60 حلقة مثل مسلسل "سلسال الدم"، للكاتب مجدى صابر، والمخرج مصطفى الشال، والمنتج لؤى عبد الله، من بطولة عبلة كامل ورياض الخولى وأحمد سعيد عبد الغنى وعلا غانم وغيرهم، وأعمال أخرى بوليسية مثل "شطرنج"، من بطولة وفاء عامر ونضال الشافعى وريم البارودى وضياء عبد الخالق وأيمن عزب وغيرهم، للمنتج محمد فوزى، من تأليف حسام موسى، وإخراج محمد حمدى.
أيضا تتواجد أعمال أخرى مقرر بدء تصويرها بعد أيام قليلة مثل "الأب الروحى"، من بطولة محمود حميدة وأحمد فلوكس وريم البارودى، للمنتجين ريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز، وإخراج بتير ميمى، و"ولاد تسعة"، من بطولة نيكول سابا وخالد سليم وسهر الصايغ وهبه مجدى، من تأليف فداء الشندويلى، للمنتج صادق الصباح، والمخرج أحمد شفيق.
فى الحقيقة رغم كل هذه الأعمال المصرية التى سعى منتجيها من خلالها لضرب الدراما التركية على الشاشات المصرية والعربية والحصول على مكانها عبر الفضائيات المختلفة، وتحقيق مكاسبها، إلا أن "الأتراك" ظلوا يصمدون وتواجدت أيضا أعمالهم لكن بشكل طفيف وأقل من الماضى، حتى جاء الإنقلاب التركى الفاشل على رئيسهم "رجب طيب أردوغان" خلال الأسبوعين الماضيين، وعقب إسترداد "أردوغان" قوته ، ، فهل كل هذه الأمور ستؤثر على الدراما التركية خلال الفترة المقبلة وتصل بها إلى مرحلة الإنعدام والإختفاء التام على الشاشات المصرية والعربية، هذا ماسيتضحه خلال الموسم الدرامى الجديد؟.